انطلاق مهرجان المسرح المحترف 15

"نحو النور" يصنع الفرجة ويحقق التميّز

"نحو النور" يصنع الفرجة ويحقق التميّز
وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي
  • 662
دليلة مالك دليلة مالك

لم يكن حفل افتتاح المهرجان الوطني للمسرح المحترف، مساء أول أمس، مألوفا، أو كما جرت عليه العادة في الدورات السابقة. وها هو في الدورة 15 أدهش الحاضرين في المسرح الوطني الجزائري "محيي الدين بشطارزي"، باستعراض معاصر بديع، جمع بين أحداث كثيرة بعنوان "نحو النور"، منح من خلاله الكوريغرافي رياض بروال، الجمهور الواسع طعما جميلا لدورة جديدة متميزة.

كانت الكلمة للخشبة في توزيع مجريات الحفل. ففي "نحو النور" المستمد من مسرحية للفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني عُرضت في 1958 بتونس، تداخلت الرسميات في لوحات فنية راقصة، وإخراج جيد، فاستطاع مصمم العرض رياض بروال أن يجمع بين المَشاهد الفنية لخدمة الغرض الرسمي للافتتاح، وأخضعها للعبة المسرحية بشكل سلس ومتوازن. ففي البداية، دخل محافظ المهرجان محمد يحياوي بشكل قُطري متواز مع وقوف الراقصين، ليقول كلمته، مرحبا بالضيوف؛ المسرحيين، وعشاق المسرح، والأسرة الإعلامية.

وجاء في كلمة المحافظ، أن الدورة 15 تأتي في سياق الاحتفال الوطني بالذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية؛ فهذه الدورة هي للتكريم والعرفان لرجل وهب حياته للفن والنضال من أجل جزائر حرة، إنه الفنان والمجاهد طه العامري. وتابع يحياوي: "أخذ المهرجان، على عاتقه، الاهتمام بالشباب الموهوبين، ليفسح المجال للنشاطات المقامة ضمنه". وكشف عن منح، لأول مرة، الفرصة للشباب لأرشَفة وتوثيق العروض المسرحية المشاركة. ثم فسح المجال، ضمن حركة مسرحية، لاعتلاء وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، الخشبة. ورافقها الفنانون الراقصون تحت أضواء المسرح الملوّنة، لتعطي إشارة الافتتاح الرسمي للدورة 15 للمهرجان الوطني للمسرح المحترف.

وواصل العرض إدهاش الحاضرين الذين غصت بهم قاعة "مصطفى كاتب"، وميّزته احترافية الراقصين، والموسيقى المدروسة، التي أخذت من التراث الجزائري، وقُدّمت بشكل عصري، ثم سرعان ما لاحت طفلة بثوب أبيض جميل، لتأخذ بيد الفنان طه العامري، ليزَف على خشبة التكريم، وهو يخطو خطوات ثابتة، تعكس شموخ تاريخه الكبير، الذي هو جزء من تاريخ الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني. وفي صورة مسرحية وضمن اللعبة الإيطالية في أي عمل مسرحي، تَسلّم طه العامري ورودا، ودرع التكريم بعد تداوله من يد إلى يد أخرى حتى وصل إليه. وقد رأى وسمع عبارات الامتنان والإشادة بمسيرته الفنية والنضالية.