ضمن التراث العالمي غير الماديّ

نحو إعداد ملف لتصنيف "فن القول ورقصة الصف"

نحو إعداد ملف لتصنيف "فن القول ورقصة الصف"
  • القراءات: 389
م. م م. م

يُرتقب الشروع، قريبا، في إعداد ملف لتصنيف "فن القول ورقصة الصف" التي تشتهر بها ولاية البيّض، تراثا عالميا غير مادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسيكو"، حسبما عُلم من المديرية الولائية لقطاع الثقافة والفنون، التي ذكرت أنّه "سيتم العمل على إعداد هذا الملف الخاص بهذا الموروث الثقافي والتراثي العريق الذي تشتهر به ولاية البيّض، بالتنسيق والتعاون مع المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ؛ لتصنيفه ضمن التراث العالمي غير المادي؛ من أجل الحفاظ عليه، ونقله للأجيال؛ إذ يشكل جزءا من الرصيد التراثي للمنطقة، والجزائر عموما".

كما سيتم إعداد ملف آخر خاص بهذا الموروث، سيقدَّم للوزارة الوصية من أجل اقتراح إنشاء مهرجان محلي سنوي خاص بهذا الطابع الفني والثقافي الشعبي للولاية؛ للتعريف به، والحفاظ عليه، وتثمينه، علما أن قطاع الثقافة والفنون بالولاية وبالتنسيق مع عدد من الجمعيات المحلية الناشطة في مجال فن القول ورقصة الصف على غرار جمعية "المرحول لفن القول ورقصة الصف" ، يقوم، سنويا، بتنظيم ندوات وأيام دراسة وأمسيات فنية خاصة بهذا الطابع الفني، بمشاركة العديد من الباحثين والمهتمين بهذا الموروث الثقافي من داخل وخارج الولاية، تصبّ كلها في هذا المسعى؛ للتعريف بهذا الموروث المحلي للولاية.

للإشارة، فن "القول ورقصة الصف" من الطبوع الفنية التي تشتهر بها الولاية. وتؤديه النسوة جماعيا في المناسبات والأفراح. وتحمل كلمات هذا الفن العديد من المعاني. كما تسرد الكثير من قصائد هذا الفن، العديد من المحطات التاريخية والمعارك الثورية الخالدة، والشخصيات الوطنية التي تركت بصمتها في تاريخ المنطقة.

للتذكير، تحصي ولاية البيّض حاليا، تظاهرة وعدة سيدي الشيخ أو ما يطلق عليها بركب سيدي الشيخ نسبة إلى الولي الصالح سيدي الشيخ مؤسس الطريقة الشيخية، وهي التظاهرة المصنفة ضمن التراث العالمي غير المادي لمنظمة "اليونسيكو" منذ سنة 2013. كما يُنتظر أن يتم، قريبا، تصنيف الزاوية التجانية ـ نسبة إلى الولي الصالح سيدي أحمد التجاني ـ المتواجدة بالقصر الأسعد لبلدية بوسمغون، ضمن الأملاك الوطنية الثقافية المحمية.

وتجري، حاليا بهذا المعلم الديني والثقافي الهام الذي يعود تاريخ بنائه إلى أزيد من أربعة قرون، أشغال عملية ترميم، أشرفت على انطلاقها في وقت سابق، وزيرة الثقافة والفنون. وقد رُصد لهذه العملية غلاف مالي، قُدّر بـ 221 مليون دينار لترميم مجمع الزاوية التجانية، التي تضم خلوة الولي الصالح سيدي أحمد التيجاني، والمصلى، والمدرسة القرآنية، والمنزل التابع للزاوية، ومرافق أخرى؛ بغية الحفاظ على هذا المعلم. وحُدّدت آجال الأشغال بـ 24 شهرا، فيما أُسندت مهمة متابعة أشغال الترميم لمصالح الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية.