لخضر بن تركي المدير العام لديوان الثقافة والإعلام لـ»المساء»:

نحن مؤسسة مواطنة ولا يوجد زعيم في العمل الثقافي

نحن مؤسسة مواطنة ولا يوجد زعيم في العمل الثقافي
لخضر بن تركي المدير العام لديوان الثقافة والإعلام
  • القراءات: 1507
❊ حاوره :رضوان قلوش ❊ حاوره :رضوان قلوش

كشف المدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام السيد لخضر بن تركي، لـ «المساء» عن مواصلة سلسلة البرامج والنشاطات المسطرة من طرف الديوان خلال العام الجاري، والتي أكد بخصوصها أنّها نشاطات ثقافية متنوّعة لا تنحصر في المجال الفني والموسيقي فقط، مشيرا إلى أنّ الفعل الثقافي تكاملي ولا يمكن لأيّ شخص احتكاره، وأنّ أبواب الديوان مفتوحة للجميع دون تمييز.

كيف تقيّمون نشاطات الديوان سنة 2018؟

- من الصعب جدا تقييم نفسك لأنّ التقييم يكون من طرف المتتبعين من جمهور ووسائل الإعلام والمهتمين بالشأن الثقافي، لكن المهم أنّ البرنامج المسطر من طرف الديوان قد نفّذ بالكامل، كما أنّ الديوان قدّم كلّ ما يمكنه لإنجاح مختلف التظاهرات والنشاطات المسطرة خلال العام الماضي.

لاحظ المتتبعون للديوان إستراتيجية للتوسّع، كيف تعلّقون على ذلك؟

كمؤسّسة وطنية رأينا أنّه من الواجب عليها أن يكون الديوان حاضرا بكلّ مدن القطر الوطني، علما أنّ الجزائر بمساحتها الواسعة تفرض علينا على الأقل التواجد بالمدن الكبيرة والتي تتفرّع منها الدوائر والبلديات، كما أنّ دورنا يهدف لتقديم الصورة الحقيقة للديوان والتي كان يعرف لدى المواطنين بكونه هيئة للحفلات فقط، التي تعد جزءا فقط من ضمن برامج الديوان الكثيرة والمتعدّدة، وقد عرف الديوان بكونه السبّاق في الأعمال الوطنية الكبيرة والضخمة التي يمكنها تمثيل الجزائر بالمحافل الدولية، إلى جانب تبنّيه لكلّ المواهب الشابة من خريجي مدرسة ألحان وشباب، وكذا البرنامج المسرحية على مدار السنة لصالح تلاميذ المدارس والأطفال والمبني على رؤية تكوينية وبيداغوجية للأطفال، ما يدفعنا للتواجد أكثر بأكبر عدد ممكن من مدن الجزائر فضلا عن مختلف النشاطات الفكرية والتراثية.

وماذا عن برنامج 2019 وماذا حضّر له الديوان؟

هناك عدّة برامج قارة في الديوان لا تتغيّر وتدعّم سنويا كالمكتبات والدروس الاستدراكية وورشات الإعلام الآلي، والتكوين في الموسيقى والمسرح والبالي وكلّها ورشات قارة في انتظار الحصول على مقر بولاية وهران، لتنفيذ كامل هذه الورشات، حيث يسعى الوالي لمساعدة الديوان للحصول على فضاء لتنفيذ هذه البرامج القارة كباقي المدن التي وسعت فيها هذه المبادرات.

أما عن البرامج الأخرى فتبقى تتماشى حسب المواعيد الوطنية والدينية ومختلف التظاهرات المسطرة بالجزائر، وتعدّ برامج متنوّعة وثرية بين الروحي والترفيهي والموسيقى والمسرحي والتربوي، أؤكّد مجدّدا أنّ الديوان ليس هيئة لتنظيم الحفلات، بل مؤسّسة مواطنة ثقافية تدعم كامل أنواع النشاطات الثقافية والتربوية والتراثية والفكرية ضمن رؤية لترقية الثقافة الجزائرية بمختلف أنواعها.

وماذا عن الدعم الذي يقدمه الديوان للمبدعين من مفكرين ومسرحيين وفنّانين؟

حقيقة الديوان وضع أرضية وفضاء لاستقبال كلّ المبدعين من منتجين ومفكرين وأدباء ومسرحيين وغيرهم من أجل تقديم أعمالهم، والديوان يفتح الأبواب للجميع وقد دعم الديوان عدّة مبادرات خاصة منها التراثية لما لها من تميّز وترسيخ للثقافة الجزائرية على غرار مشروع الخيمة العربية، التي تبقى من التراث الجزائري الذي يرتبط به عدة مواطنين بمختلف أرجاء الوطن، فضلا عن الشعر الشعبي، كما أنّ تنفيذ كامل المشاريع المقترحة يبقى مرتبطا بالإمكانيات التي يتوفّر عليها الديوان.

بالحديث عن وهران، هل تلقيتم دعوة للتحضير لحفل الافتتاح لألعاب البحر الأبيض المتوسط 2021؟

لحدّ الآن لم يتصل بنا أيّ مسؤول أو هيئة للتحضير لتنظيم حفل افتتاح ألعاب البحر الأبيض المتوسط، والديوان لا علاقة له بالتظاهرة إلى غاية اليوم، لكن إن طلب منّا ذلك سنقوم بالواجب وبالتحضيرات الشاملة خاصة وأنّ تظاهرة بهذا الحجم تفرض علينا تحضيرات لمدة تتجاوز السنة لتقديم عمل فنّي يشرّف الجزائر في المحفل الإقليمي.

يرى المتتبّعون في صعوبة حصولكم على قاعات مشكلا مفتعلا، فهل تؤكّدون ذلك؟

الموجودة متعلق بوجود أطراف تعتقد أنّ حيازة الديوان على قاعة من القاعات لتنظيم التظاهرة هو احتلال للقاعة، رغم أنّ تواجد الديوان بأيّ ولاية يعدّ مكسبا في حدّ ذاته، لأنّه سيقوم بتشغيل يد عاملة شابة محلية من أبناء المدينة، وكذا تنشيط الفعل الثقافي بالقاعات التي كانت شبه مقابر دون نشاط، والمساهمة في الرفع من تحصيل البلدية المالي من خلال عقود التأجير، إلى جانب تكفّل الديوان بكامل مصاريف القاعة وترميمها وإعادة عصرنتها كما تمّ بعدّة قاعات، والجميع يرى ذلك وأنا أتساءل اليوم، لماذا لا يتم فتح كامل القاعات أمام الجمهور؟، ولماذا لا يتم تنشيط السياحة من خلال القاعات الموجودة؟.

وأضيف بأنّني لا أتهم أحدا بعرقلة نشاط الديوان، لكن أعتقد أنّه يجب أن تكون مختلف المؤسسات الثقافية بالجزائر مكملة لبعضها، فلا يوجد زعيم في العمل الثقافي والفضاءات مفتوحة لكلّ من يريد المساهمة في الرفع من العمل الثقافي، لكن من يمتلك مرضا داخليا يعيق تفكيره التكاملي يبقى حالة شاذة لا يؤخذ بها، ومن يريد الخير للبلاد يشتغل دون انتظار المقابل والمهم هو الصدق في تقديم العمل وما يقال في الكواليس ليس مهما والشيء الوحيد الذي يمكنه الحديث عن الشخص هو عمله الذي يبقى يخلّده.