فازية فرعون تستذكر والدها
مولود فرعون.. المناضل من أجل المرأة

- 1182
أشارت الأستاذة فازية فرعون إلى أنّ والدها الأديب مولود فرعون ندّد بالتمييز الذي تعاني منه المرأة، وطالب بضرورة المساواة بينها وبين الرجل، وهو ما ظهر جليا في كتاباته وكذا في نضاله اليومي لأجل المرأة. وأضافت خلال استضافتها أوّل أمس بمكتبة ديدويش مراد، أنّ دفاع مولود فرعون عن المرأة والذي تمرّ 54 سنة على اغتياله من طرف المنظمة المسلحة السرية، لم يكن يرضي والده، الرجل التقليدي، ومع ذلك فقد واصل نضاله إلى آخر رمق من حياته. واعتبرت المتحدثة أنها استعانت بمؤلف لروبار ألباز ومارتين ماتيو جوب عن والدها، اعتبرته مرجعا مهمّا جدا للباحثين المهتمين بأدب صاحب "ابن الفقير"، عكس الكثير من القراءات التي لا تمتّ بصلة للكاتب، لتنتقل إلى المكانة الأدبية لوالدها الذي كسب اعتراف الجميع بما فيها دور النشر الفرنسية؛ حيث كتبت دار "لوسوي" أنّ كتابات مولود فرعون متميّزة ومختلفة عن كتابات المؤلفين الآخرين. أما نضاله من أجل المساواة بين المرأة والرجل فقد انطلق من بيته، حيث كان يحب بناته الأربع خاصة الكبرى، التي اصطحبها معه إلى فرنسا رغم معارضة والده، كما كان لا يفرّق بين بناته وأبنائه، مثلما كان يقاسم زوجته كل شيء، وكان يقرأ لها ما يكتب ويهتم برأيها، فكان بحق نعم الزوج.
وأضافت المتحدثة أنّ معاملة فرعون لزوجته وهمّه في تعليمها وتثقيفها لم يكن يرضي والده، الذي أراد أن يزوّجه بامرأة أخرى بسبب إنجابه أربع فتيات، ولكن صاحب "الأرض والدم" رفض ذلك رفضا قاطعا وتصدى له، وهو ما كان يُعتبر آنذاك أمرا مستحيلا، خاصة في مجتمع قبائلي يؤمن إيمانا كبيرا بسلطة الأب. كما أشارت فازية إلى فتح مولود فرعون قسما خاصا بالإناث في المدرسة حتى يرسل سكان القرية بناتهم للدراسة، كما قام قبل ذلك بإلحاق ابنته بقسم الأولاد، حينما لم يكن هناك قسم للبنات، فكان مناضلا في سبيل تعليم البنات، ومن ثم تحريرهن من ضيم التقاليد البالية، كما كان يحث زوجته على تعلّم السياقة رغم بلوغ ابنه سن الثامنة عشر، ولكنه كان يفضّل تعليم زوجته بدل ابنه.
عن تناول فرعون المرأة في كتاباته، قالت فازية إنّ والدها اهتم بذكر تفاصيل الحياة اليومية للنساء الجزائريات، حيث تغلغل في مجتمعهن وتطرّق لحياتهن وخصوصياتهن، بعيدا عن كلّ الصفات غير المستحبة الملتصقة بهن، مثل الثرثرة والغيرة المفرطة، بل كان يؤكد على امتلاكهن شخصيات مستقلة، وأنهن جديرات بالاهتمام. وأضافت فازية أنّ والدها مثلما كان يدافع عن الجزائريين ضد المستعمر الفرنسي، كان ينظر في قضايا المرأة، وكان يندّد بالحالة النفسية والجسدية الصعبة التي تعاني منها، مؤكّدا أنّ المرأة عانت من الاستعمار الفرنسي ومن العقلية البالية لأبناء جلدتها. كما رفض مولود فرعون أن يرافقه جنود فرنسيون إلى قريته عند وفاة والده، بل استعان بنساء رافقنه ذهابا وإيابا. بالمقابل، قال السيد علي فرعون، مدير مؤسسة مولود فرعون، إن والده بقي أكثر من 90 دقيقة وهو يحتضر بعد عملية اغتياله. كما أنّه أصيب بطلقات نارية كثيرة رفقة ستة من زملائه من مفتشي المراكز الاجتماعية، ليضيف أنّ نضال الأديب من أجل حرية الشعب الجزائري وقدرته على بلوغ المصاف العليا، لم يذهب سدى، ممثلا بتوظيف "الناسا" قدرات جزائرية، وكذا اشتغال ما لا يقل عن 25 ألف طبيب جزائري بفرنسا.