المطالبة بمدينة سينمائية في بوسعادة
موقع سينمائي عالمي يحتاج للتفعيل والعناية

- 1003

طالب الدكتور نور الدين السد، مؤخرا، السلطات المعنية بتخصيص ميزانية لبناء فضاء للصناعة السينمائية في مدينة بوسعادة، على غرار الدول التي جعلت من مدن معينة مدنا سينمائية، متمنيا لو تمت العناية بهذا الفضاء السينمائي الزاخر، مع حسن إدارة صندوق دعم السينما، وفق استراتيجية علمية تدرك ما للسينما من أهمية في بناء الإنسان وترقية الثقافة وتعزيز الذاكرة الوطنية.
كتب الدكتور السد على حسابه الإلكتروني "كم كنا نأمل لو نفذت وزارة الثقافة المقترح الذي قدمناه لها لإنشاء مدينة سينمائية في بوسعادة، بالنظر إلى ما تتوفر عليه المدينة من خصائص طبيعية، ومعايير فنية وشروط ثقافية وجمالية، وطاقات بشرية، وكم كنا نأمل لو جرت الرياح بما اشتهت السفن، لكان حال السينما في بلادنا غير الحال، لكن ما زال الحلم قائما، والأرضية مهيأة، ويمكن استدراك ما فات إذا خلصت النيات". كما عرض الدكتور السد بعضا مما تناولته الكاتبة سهام ماهر حول "الأفلام الجزائرية والأجنبية التي صورت في مدينة بوسعادة وضواحيها"، مؤكدا أن بوسعادة مهد السينما الجزائرية، وحلم السينمائيين منذ عام 1923، حيث أصبحت بوسعادة المكان المفضل للمخرجين السينمائيين الأجانب، وبحكم موقعها الجغرافي المتميز، اكتشف المخرجون منذ عقود أنها "بلاطو" مفتوح على السماء، كديكور طبيعي لإنتاج وتصوير الأفلام، حيث توفرت بها جميع الشروط التي كانت تبحث عنها السينما الكلاسيكية في بداياتها الأولى، لاسيما مع بداية الفيلم الناطق، فكانت الألوان والضوء تبهر العدسة نفسها. كما توفر فضاءات بوسعادة مختلف العوامل التي تحتاجها عادة بلاتوهات السينمائية، إلى جانب وفرة الفنادق والمطاعم، وحتى "الكومبارس" وبعض الأيدي العاملة البسيطة.
تملك بوسعادة زخما أثريا معتبرا، وكلما يتوغل المرء في جنبات منطقة، تحولت منذ زمن بعيد إلى محج للفنانين وقبلة سياحية، يتلمس ينابيع التراث وشموخ الأصالة التي تتجلى في معالم من القصور والمساجد والجبال، مرورا بالقلاع والزوايا والأسواق، وصولا إلى الأزياء التقليدية، كالبرنوس والقندورة والحلي الفضية، وصولا إلى الأواني النحاسية والفخارية والطوبية، وبعد بحث، تم جمع ما يمكن حول الأفلام التي صورت بعض المشاهد منها ببوسعادة وضواحيها. لقد كان دخول الكاميرا إلى بوسعادة ابتداء من سنة 1923، وفيها أنجز أول شريط قصير من سبع دقائق، وقعه المخرج الفرنسي روني مارو بالأبيض والأسود بعنوان "بوسعادة"، وفي سنة 1934، فيلم للمخرج الفرنسي ريموند برنار بعنوان "تارتران"، وفي سنة 1948 فيلم للمخرج الفرنسي كريستيون جاك بعنوان "رجل لرجل"، تم تصوير جزء منه في بوسعادة ومنطقة الهامل. في عام 1949، صُور جزء من فيلم للمخرج الأمريكي سيسيل دوميل بعنوان "سامسون ودليلة" في بوسعادة.
كما تم سنة 1964، تصوير بعض المشاهد ببوسعادة لفيلم بعنوان "بائع العبيد"، وهو إنتاج مشترك فرنسي إيطالي-إسباني. وفي سنة 1966 فيلم من نوع "واسترن"، إنتاج مشترك إيطالي ـ جزائري للمخرج الإيطالي أونزو بيري والمخرج الجزائري موسى حداد، بعنوان "ثلاثة بنادق ضد قيصر". أما سنة 1972، فكان فيلم "ريح الجنوب" للمخرج الجزائري الراحل محمد سليم رياض، بمنطقة العليق في ضواحي مدينة بوسعادة، وفي نفس السنة أنجز فيلم للمخرج الجزائري موسى حداد بعنوان "عطلة المفتش الطاهر"، تم تصوير جزء منه ببوسعادة. صورت أيضا بعض المشاهد بضواحي بوسعادة من فيلم "وقائع سنين الجمر" سنة 1974، للمخرج الجزائري محمد لخضر حمينة، الذي حصل على "السعفة الذهبية" بمهرجان "كان" السينمائي في فرنسا سنة 1975، وفي سنة 1982، تم تصوير فيلم "الهدية" للمخرج غوتي بن ددوش، بقرية العليق في ضواحي مدينة بوسعادة، ثم في 1986، تم تصوير فيلم بعنوان "الصورة الأخيرة"، للمخرج الجزائري محمد لخضر حمينة. إضافة إلى أفلام أخرى، وصولا إلى سنة 2016، منها "الطاكسي المخفي" و«الخيانة" و«أسوار القلعة السبع"، و«العقيد لطفي" (بأولاد سيدي ابراهيم ومنطقة جبل امساعد)، وفيلم "البئر" للمخرج الجزائري لطفي بوشوشي بمنطقة العليق.