إختتام ملتقى الأغاني والأناشيد الوطنية ببومرداس

موعد لإيقاد جذوة حب الوطن في نفوس الشباب

موعد لإيقاد جذوة حب الوطن في نفوس الشباب
  • 130
حنان. س حنان. س

❊ تأكيد على ترسيم الموعد وتغيير تسميته

دعا المشاركون في فعاليات الطبعة الخامسة للملتقى الوطني للأغاني والأناشيد الوطنية الذي احتضنته مدينة بومرداس يومي 5 و6 جويلية الجاري، إلى ترسيم هذه الفعالية الثقافية التي تحتفي بالشعر والشعراء لتصبح موعدا سنويا متجددا، مع تغيير تسميتها لتصبح "الملتقى الوطني للشعر والأناشيد الوطنية". ونوّهوا بأهمية تنظيم مثل هذا النوع من الملتقيات في إطار التعبئة حتى تحيي في الشباب جذوة الوطنية وحب هذه الأرض، ضمن توقيت دولي ووطني يتسم بالتغير السريع والمقلق.

احتضنت دار الثقافة "رشيد ميموني" ببومرداس خلال اليومين الماضيين، فعاليات الملتقى الوطني الخامس للأغاني والأناشيد الوطنية بمشاركة مجموعة من الوجوه الثقافية البارزة في الساحة الأدبية الجزائرية، ودارت أبرز محاور الملتقى حول كيفية تفاعل الشعر والأناشيد والأغاني الوطنية، في تعزيز الهوية الوطنية سواء إبان الثورة التحريرية أو في عهد الاستقلال وكذا خلال مراحل البناء والتشييد.

كان من أبرز الحاضرين في هذه الفعالية، الأستاذ عبد القادر مكاريا رئيس بيت الشعر الجزائري، الذي ثمن تنظيم الطبعة الخامسة من هذا الملقتى معتبرا الإستمرارية نجاحا في حد ذاتها، راجيا أن يلتف حول هذه الفعالية المثقفون من هذه الولاية و من باقي الولايات، منوها بأهمية تنظيم مثل هذا النوع من الملتقيات في هذا التوقيت بالذات سواء الدولي أو الوطني، في إطار التعبئة حتى تحيي في الشباب جذوة الوطنية وحب هذه الأرض.

وفي معرض حديثه، قال الأستاذ مكاريا إن التعبئة الثقافية هي رافد من روافد التعبئة الوطنية التي دعا إليها السيد رئيس الجمهورية، مستدلا بقول الشاعر الكبير محمد العيد آل خليفة: "ثورة الشعر..أنجبت ثورة الشعب"، وأوضح ذلك بقوله "إن الملتقيات الثقافية من هذا النوع تزرع نوعا من الوعي العالي في الشباب والمتابعين بشكل عام، وبأننا اليوم أحوج ما نكون لهذا الوعي ومن المهم أيضا الالتفاف حول القيادة الوطنية وقفة رجل واحد"، فالعالم اليوم، يضيف المتحدث، "يعيش متغيرات متسارعة رهيبة ومخيفة توحي بأن الوضع بعد غد لن يكون مشابها لليوم"، مضيفا: "لذلك نحن بحاجة إلى إعادة إيقاد جذوة حب الوطن في نفوس النشء والشباب، والاهم من كل ذلك أن يعرف الآخر أننا نقف وقفة رجل واحد مع الجزائر الحبيبة".

وبحديثه عن ملتقى الأغاني والأناشيد الوطنية، قال المتحدث إن الجهة المنظمة ممثلة في بيت الشعر لبومرداس بالتنسيق مع دار الثقافة، حرصت على إشراك التنوع الجيلي والتنوع الجغرافي بالملقتى من خلال جمع أكبر عدد من المشاركين من عدة ولايات، إضافة لجمع أكبر عدد من الجيل السابق من الشعراء والأساتذة الجامعيون، متحدثا عن وجود طفرة في النص الشعري الجزائري تجعل من الأهمية بمكان الاهتمام أكثر مع السعي لجلب الشباب نحو بيت الشعر الجزائري.

كما اعتبر الملتقى ناجحا بامتياز بدليل حضور مجموعة كبيرة من الشعراء أغلبهم من الشباب، استعم الحضور على مدار يومين إلى نصوص شعرية وموسيقية جميلة، دون إغفال الاستفادة من مداخلات الأساتذة الجامعيون مما مكن من الخروج بمجموعة من التوصيات،أهمها ترسيم هذا الملقتى الوطني ليكون موعدا سنويا قارا مع تغيير التسمية ليصبح الملتقى الوطني للشعر والأناشيد الوطنية بدل الأغاني والأنشيد الوطنية.

يذكر، أن الملتقى الوطني للأغاني والأناشيد الوطنية يأتي تزامناً مع الاحتفالات بالذكرى الـ63 لعيد الاستقلال الخامس جويلية،حيث شكل محطة معرفية مهمة استعرض خلالها المشهد الشعري الجزائري وما يرتبط به من أناشيد وأغاني وطنية،جمعت بين الكلمة وتأثيرها لاسيما خلال الفترة الاستعمارية. 

سجل الملتقى مشاركة 21 شاعرا من مختلف ولايات الوطن حاصلين على جوائز دولية وأخرى وطنية، الى جانب منشدين برعوا في ترديد أناشيد وأغاني وطنية كان لها وما يزال وقع وتأثير في الذاكرة الوطنية. كما نذكر أن الملتقى عرف خمسة محاور دارت كلها حول الأغنية الوطنية والأناشيد الثورية وتاريخ المقاومة الجزائرية، وكذا الاغاني ودورها في تعزيز الهوية الوطنية، ومحور حول الأناشيد الثورية والذاكرة وآخر أبرز تداخل الأغنية الوطنية والأناشيد الوطنية في ميدان العلوم الانسانية وفي ميدان الفنون.

وحسب مراد نايت علي رئيس بيت الشعر لبومرداس المنظم لهذه الفعالية الثقافية، فإن الهدف الرئيسي من تنظيم هذا الملتقى يكمن في إبراز التراث الفني والتاريخي لمرحلة الثورة التحريرية والحفاظ عليه من النسيان والاندثار من خلال إقامة جسور تواصل بين جيلين: الأول استعاد الحرية كمسؤولية وطنية والثاني عليه الحفاظ عليها وفاء وعرفانا بالجميل.