كرّم نخبة من الفنانين المتميّزين
مهرجان الفيلم العربي يشعّ على وهران
- 539
رضوان. ق
احتضنت مدينة وهران، سهرة الخميس، افتتاح الطبعة الثالث عشرة من مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، الذي يعرف مشاركة 63 فيلما من مختلف الدول العربية، من بينها 34 ضمن المنافسات الرسمية. وتتزامن هذه الطبعة مع الاحتفالات المخلّدة للذكرى 67 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة.
حفل الافتتاح الذي انطلق من فندق "الميريديان" ، عرف حضورا كبيرا لنجوم السينما الجزائرية، والعربية، والإفريقية، إضافة إلى عدد من المخرجين، والمنتجين، والوجوه الثقافية، والإعلامية، والرياضية. وتميّزت هذه الدورة للسنة الثانية على التوالي، بتخصيص قسم خاص بأفلام فلسطين؛ تأكيدا على البعد الإنساني والتضامني للمهرجان مع القضية الفلسطينية.
وفي كلمة ألقاها محافظ المهرجان عبد القادر جريو بالمناسبة، أكّد على أهمية هذه التظاهرة في تعزيز مكانة السينما العربية، وخلق فضاء للتبادل الثقافي بين المبدعين من مختلف البلدان، مشيرا إلى أنّ المهرجان أصبح موعدا ثابتا للقاء السينمائيين العرب في الجزائر، وفضاء يحتضن الإبداع الفني والإنساني، ولكل من يؤمن أنّ الجمال شكل من أشكال الحقيقة. وشهد حفل الافتتاح تكريم الفنانة المصرية نجمة الجمهور، نادية الجندي، نظير مسارها الحافل في السينما العربية، إلى جانب المخرج والمنتج الجزائري رشيد بوشارب، والفنان السوري العالمي غسان مسعود؛ عرفانا بما قدّموه من أعمال نوعية على الساحة الفنية العربية، والدولية.
وللتذكير، يتنافس ضمن هذه الدورة 35 فيلما على جوائز المهرجان "الوهر الذهبي" في 3 فئات، تتقدّمها مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بعشرة أفلام من الجزائر، وسلطنة عمان، وفلسطين، والعراق، والأردن، ولبنان، وتونس، ومصر، والصومال وسوريا.وتترأس لجنة تحكيمها المنتجة التونسية درة بوشوشة. أما لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة التي تضم 14 فيلما، فتترأسها المخرجة والممثلة الفلسطينية عريب عمري. وتمثل دول قطر، وتونس، ولبنان، وفلسطين، وسوريا، والجزائر، والسعودية، والأردن، والبحرين، والعراق واليمن، وبالنسبة لمسابقة الأفلام الوثائقية فتضم عشرة أعمال من مصر، وسوريا، والسودان، والجزائر، وتونس وفلسطين. وأُسندت رئاستها للمخرجة السودانية سارة سليمان.
وتتميّز الطبعة، لأوّل مرة، بعروض لـ«السينما الإفريقية" ؛ حيث يُنتظر عرض 3 أفلام خارج المنافسة، إلى جانب استحداث قسم "فلسطين للأبد" الذي يضمّ عروضا لأعمال سينمائية فلسطينية، وأفلام "المسافة صفر" التي تضمّ وثائقيات صُوّرت تحت قصف الاحتلال. وقسم آخر خُصّص لـ«البيئة" . ويضمّ فيلمين عن البيئة والتوعوية بضرورة الحفاظ عليها، إلى جانب تنظيم ورشات تكوين في ماستر كلاص "الإخراج السينمائي"، و "التمثيل" ، و"سينما الموبايل " التي يشرف عليها أسماء فنية على غرار المخرج الجزائري رشيد بوشارب، والفنان السوري مسعود غسان.
وزيرة الثقافة والفنون:
المهرجان ملتقى للوعي بهويتنا الثقافية
أكّدت وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، في افتتاح الطبعة 13 لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، أنّ المهرجان ليس مجرّد حدث ترفيهي، بل ملتقى للوعي بهويتنا الثقافية. كما يحيي السينما العربية، ورموزها الكبار.
وأكّدت بن دودة في كلمة مصوّرة أرسلتها للمشاركين، أنّ "إشعاع المهرجان سيكون في مستوى تطلّعات عشّاق السينما" ؛ فـ«المهرجان ليس مجرّد حدث ترفيهي، بل ملتقى للوعي بهويتنا الثقافية، يحيي السينما العربية ورموزها الكبار" ، مبرزة أنّه "يفتح نوافذه هذا العام على فلسطين رمز الصمود والمقاومة وذاكرة الحرية في وجدان كلّ عربي، وكلّ مثقف متشبّع بمبادئ الإنسانية". وذكّرت الوزيرة بأنّ الطبعة تتزامن مع ذكرى اندلاع الثورة التحريرية المظفرة، التي "أهدت العالم دروسا في الكرامة والحرية، والتي تلهم، اليوم، روح المقاومة مثلما هو الشأن بالنسبة لفلسطين، وأيّ نضال من أجل الحق، والحرية، والإنسانية".
كما أكّدت بن دودة على أنّ السينما لاتزال تقوم بدورها الذي وُجدت لأجله؛ "إعادة تشكيل العالم والواقع، وتحمل خطابا إنسانيا نبيلا، يمنح القضايا العادلة صوتا وصورة عندما يكون هذا الخطاب صادقا، وخيّرا، وجميلا"، مؤكّدة ثقتها في الكفاءات المسخّرة لإنجاح هذه الدورة بمدينة وهران، التي "تفيض فنا، وتاريخا، وروحا. وستظلّ، دوما، في قلب المشهد الثقافي الجزائري، والعربي".
ذكرى عيد الثورة تلقي بظلالها
على شرف "زيغود يوسف" و"نهلة"
سيواكب مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي في طبعته 13، الاحتفالات المخلّدة لذكرى عيد الثورة، بعرض الفيلم الطويل "زيغود يوسف" الذي يُعدّ آخر الإنتاجات ضمن سلسلة أفلام أبطال الثورة. وهو فيلم للمخرج مؤنس خمار؛ حيث سيشارك طاقم العمل في عرض الفيلم بالتزامن وعروض "بانوراما السينما الجزائرية" ، بعرض 5 أفلام جزائرية لشباب ومبدعين. كما سيكون الجمهور في موعد مع عرض فيلم "نهلة" للمخرج فاروق بلوفة، بعد ترميمه، إلى جانب فيلم "يوما ما" للمخرج أمين بن يخلف.
الفنانة المصرية نادية الجندي:
بداياتي كانت بإلهام من بطولة جميلة بوحيرد
أكّدت الفنانة المصرية نادية الجندي خلال تسلُّمها التكريم بمهرجان وهران للفيلم العربي، أنّ بدايتها الفنية السينمائية كانت بإلهام من المناضلة المجاهدة الجزائرية جميلة بوحيرد، التي قدّمت دورا عن بطولاتها؛ ما كان دافعا لدخول عالم السينما. كما أكّدت الفنانة أنّ الجزائر قدّمت للعالم "ملحمة خالدة لا تُنسى". ونوّهت الجندي بالاستقبال الكبير الذي حظيت به في الجزائر، ومن جمهورها. كما أشارت إلى أنّ الفن ليس له وطن، وأن الجيّد منه يصل إلى كلّ مكان. ويعيش مع الفنان في احترام للفن، وتاريخ الفنان، ومساره.
الفنان السوري مسعود غسان:
الجزائر في وجدان وضمير وبيت كل سوري
أكّد الفنان السوري مسعود غسان خلال تسلُّمه تكريم الدورة 13 لمهرجان الفيلم العربي بوهران، أنّ العلاقة التاريخية التي تجمع الجزائر وسوریا تمتدّ لآلاف السنين، وهي ضاربة في التاريخ، مشيرا إلى أنّ " في وجدان كلّ سوري وضمير كلّ سوري وفي كلّ بيت سوري ستجد الجزائر، وشعب الجزائر". وأبرز الفنان الدور الذي لعبه الأمير عبد القادر الجزائري في سوريا؛ بإطفاء فتنة الشام، ودور أحفاده في تشكيل المشروع الوطني السوري مطلع القرن العشرين، شاكرا الجمهور على حفاوة الاستقبال الذي حظي به منذ أوّل وصوله إلى الجزائر.