بعد قرار ميهوبي ترسيمه

من سيكون محافظا لمهرجان الفيلم المتوَّج؟

من سيكون محافظا لمهرجان الفيلم المتوَّج؟
  • 791
دليلة مالك دليلة مالك

يُعدّ ترسيم مهرجان الفيلم المتوّج بقسنطينة أهمّ مكسب حظيت به المدينة من تظاهرة عاصمة الثقافة العربية 2015، والذي جرت أطواره من 18 إلى 23 ديسمبر المنصرم باسم "أيام الفيلم العربي المتوَّج". وأجمع العديد من الإعلاميين والنقّاد والسينمائيين على ذكاء الفكرة، غير أنّه من الواجب تعزيزها بطاقم فني وتقني محترف يحسن تنظيمه.

انتهت مهمة إبراهيم صديقي محافظ مهرجان وهران للفيلم العربي في إعادة السينما إلى مدينة الجسور المعلّقة بعد غياب قارب العقدين من الزمن بنجاح؛ من خلال تنظيم دورة استثنائية لـ "أيام الفيلم العربي المتوَّج"، غير أنّ مجرياته لم تمر بالشكل المطلوب لأسباب عديدة، أغلبها تتعلّق بالبرمجة الارتجالية واستسهال العمل، لكن المكسب هو أنّ قسنطينة ربحت مهرجانا سينمائيا مهمّا بعد قرار وزير الثقافة عز الدين ميهوبي ترسيمه يوم افتتاح التظاهرة الأسبوع المنصرم، وهذا ما يعني أن يختار اسما ثقيلا يسهر وفريقه على الإعداد الجيد لمهرجان المهرجانات كما سمي؛ فمن سيكون المحافظ يا ترى؟.   

قبل الحديث عن هذه الشخصية لا بدّ من الوقوف عند تلك النقائص بدافع تحسين الأداء؛ إذ لا يكفي أن ترتدي بدلة سوداء أنيقة، وأن تضع فراشة سوداء جميلة على قميص أبيض، وأن تمشي على السجادة الحمراء مع سيدة لها من "الشياكة" ما يكفي لتسوّق صورة بديعة عن المهرجان وأنت من بين الفريق الساهر على الاحتفالية السينمائية، وعاجز عن برمجة العروض في أوانها، وغير قادر على تأكيد الحضور المعلن عنهم في البدء، بحيث تغيّرت مواعيد العروض أكثر من مرة يوميا، وغابت العديد من الأسماء التي ملأت "كتاب المهرجان".

ما قد يشفع للأخطاء التي عرفتها أيام الفيلم العربي المتوَّج كونها الدورة الأولى، لكن حريّ بوزير الثقافة عز الدين ميهوبي أن يختار شخصية ثقافية لها باع في المشهد السينمائي. ولعلّ العديد من المهتمين يرشّحون اسم الإعلامي جمال الدين حازرلي ليكون محافظا على المهرجان، يقوم باختيار طاقم جاد لتنظيم تظاهرة تحمل بريق الشاشة الفضية العملاقة، تضيئ به وجه قسنطينة والجزائر على السواء.

وإنّه بالأهمية بما كان أن تحظى قسنطينة التي منحت الجزائر أوّل مخرج سينمائي الطاهر حناش، الذي أخرج أوّل فيلم جزائري عنوانه "غطاسو الصحراء" سنة 1952، وقد مُنع من العرض من قبل السلطات الفرنسية المحتلة؛ كونه أُنجز بكفاءات جزائرية، لتكون المدينة العتيقة فعلا مدينة عصرية بأنشطتها الثقافية السينمائية والمسرحية والأدبية. والأكثر من ذلك أن يتصالح الجمهور مع قاعات السينما وحضور العروض، لذلك لا بدّ من تحضير سينماتك قسنطينة لاحتضان الحدث؛ ضمانا لعرض تقني ناجح بصورة وصوت جيدين، أما باقي القاعات منها المغلقة ومنها ما تعرف حالة متدهورة، فذلك موضوع آخر ومشكل أكبر، العديد من الولايات تعاني منه، وإلى حين ذلك يمكن الاستناد على المهرجان لتفعيل الحركة السينماتوغــرافية بالمدينة.