جامعة «الأمير عبد القادر» بقسنطينة

مناقشة مسألة الخلاف في الاصطلاحات الدينية

مناقشة مسألة  الخلاف في الاصطلاحات الدينية
جامعة «الأمير عبد القادر» بقسنطينة
  • القراءات: 2496
❊ح. شبيلة ❊ح. شبيلة

دعا المشاركون في اختتام أشغال الملتقى الوطني حول «راهنية الدرس العقدي وإشكالاته» إلى المحافظة على المرجعية الدينية المتمثلة في العقيدة والمذهب والسلوك، مع ضرورة تدريس العقيدة الصحيحة غير المشوبة بأي فكر وافد وبأسلوب واضح وبسيط ومراعاة مشكلات الواقع في تقديم الدرس العقدي.

 

أوصى المشاركون في اختتام الملتقى الذي احتضنته جامعة «الأمير عبد القادر» للعلوم الإسلامية أول أمس، بضرورة توظيف الدرس العقدي في التقارب بين المذاهب الإسلامية وتعميقه من خلال تكثيف ندوات متخصصة وخلق حوار داخلي بين المشتغلين به، فضلا عن الربط بينه وبين أبعاده المقاصدية من خلال تحيين مناهجه ومضامينه، مع ضرورة التكوين المتواصل لمؤطر للدرس العقدي من خلال فعاليات مخبر البحث في الدراسات العقدية ومقارنة الأديان، كما طالب المشاركون في الملتقى الذي جمع ثلة من الأساتذة والباحثين من مختلف الجامعات الجزائرية، بضرورة تعميق بحث الملتقى في دراسات أكاديمية متخصصة بفرق ومختبر البحث، زيادة على ترسيمه كملتقى علمي سنوي حول الدور الوظيفي للدرس العقدي مع استحداث عروض تكوين دكتوراه حول إشكالات وآفاق الدرس العقدي ودعم وتثمين هذا الأخير ضمن منظومة الرقمنة والنشر الإلكتروني.

من جهتها، أكدت الدكتورة آمال مرسدي من جامعة الجزائر1، في مداخلتها حول «مآخذ الدرس العقدي وسبل النهوض به عند محمد الطاهر بن عاشور ومحمد المبارك»، أن المشاكل التي يعانيها الدرس العقدي آنذاك هي نفسها التي يعانيها اليوم، أهمها عدم توحيد البرامج المقدمة، إضافة إلى فساد التآليف، حيث أن كل المؤلفات الموجودة في العقيدة الآن تعتبر قاصرة من ناحية العناوين والمسائل المطروحة، إضافة إلى كثرة الخلاف في الاصطلاحات، ما أدى إلى انقسام المسلمين في العقيدة إلى مذاهب وفرق، كما اعتبرت المتدخلة أن أسلوب الأساتذة في التدريس غير مجدي وغير فعال في الواقع بسبب عدم كفاءة بعض الأساتذة والقصور الموجود عندهم في اللغة العربية والتزامهم بطريقة واحدة في العرض لا تتماشى مع المتغيرات الحاصلة في أساليب التعليم الحديثة، مركزة في السياق على عدم توضيح الأساتذة للغاية من دراسة العقيدة ومقاصدها وتشويه المفاهيم الإسلامية بسبب التأثر بالحضارات الأخرى إضافة إلى الخلط بين العقيدة وعلم العقيدة وإهمال الآثار العملية للعقيدة الإسلامية على الفرد والمجتمع الأمر الذي ينقص من فاعلية العقيدة لدى المسلمين في الواقع.

فيما اعتبرت الدكتورة سعيدة بوفاغس من جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، أن دعائم استقرار الأسرة مربوطة بالدرس العقدي، لأن الانطلاق من تقوى الله تعالى في كل تصرف في الحياة ينسحب على أحكام الأسرة من ناحية تنظيم العلاقات بين أفرادها وربط العلاقات بين الأسرة وبين أفراد المجتمع، وذلك ضامن للعدل في قوانين الأسرة، كما رأت أن قانون الأسرة في الجزائر يتماشى والشريعة الإسلامية وهو ضامن لاستقرارها، فالعلاقة بين الشريعة الإسلامية وأحكام الأسرة تعتبر علاقة متكاملة متماسكة.