جامعة سكيكدة

ملتقى دولي عن ”الجزائر في عالم متغير”

ملتقى دولي عن ”الجزائر في عالم متغير”
  • القراءات: 1160
 بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

أكّد الدكتور عز الدين معزة من جامعة جيجل، أنّ النخبة الجزائرية أثناء الحركة الوطنية، قد لعبت دورا رياديا في التعريف بقضية الجزائر في المحافل الدولية، مستدلا برسالة الأمير خالد للرئيس الأمريكي نلسن الذي شرح له فيها الوضع العام في الجزائر في ظل الاحتلال الفرنسي الغاشم، ورغبة الشعب الجزائري في تقرير مصيره، وأيضا بالكلمة التي ألقاها مصالي الحاج سنة 1927 في مؤتمر بروكسل المناهض للإمبريالية، حيث شرح للمؤتمرين في ربع ساعة الوضع العام في الجزائر، ناهيك عن مطالبة فرحات عبّاس خلال مؤتمر حزبه الأول من الأمم المتحدّة بإرسال لجنة تحقيق لمعرفة المتسبب في جرائم 8 ماي 1945.

في معرض المداخلة التي قدّمها خلال أشغال الملتقى الدولي الخامس، حول الجزائر في عالم متغيّر، متطلّبات المكانة الدولية ورهاناتها الذي احتضنته مؤخرا قاعة المحاضرات الكبرى لجامعة ”20 أوت 55”، أوّل أمس، أشار الدكتور عز الدين معزة إلى الدور الكبير الذي لعبته جبهة التحرير الوطني أثناء بداية الثورة من أجل كسب تعاطف المجتمع الدولي مع القضية الجزائرية التي اعتبرت قضية تصفية الاستعمار، موضحا في السياق تبني الجبهة، إلى جانب الثورة التحريرية في الداخل، الثورة الفكرية والسياسية والدبلوماسية في الخارج، وهذا كلّه من أجل إسماع صوت الثورة، مؤكّدا أنّ النخب الجامعية التي كانت تتشكّل منها الحكومة المؤقتة، أرغمت ديغول على التحاور والتفاوض، رغم أنّه سبق له أن صرّح بأنّه لا تفاوض ولا تحاور مع جبهة التحرير الوطني، كما استطاعت بفضل حنكة تلك النخب أن تنجح في إسماع صوتها في دول أمريكا اللاتينية، وفي آسيا وحتى في أوروبا وفي داخل المجتمع الأمريكي الذي وقف إلى جانب الثورة.

وعن الأبعاد المرجوة من خلال تنظيم هذا الملتقى، أشار الدكتور نبيل بويبية، إلى أنّ هذا الملتقى جاء ليقيّم مسار الدبلوماسية الجزائرية، التي تبنّت مجموعة من الشعارات على مستوى الدبلوماسية، من أجل استعادة الدور الريادي للجزائر على المستوى الإقليمي، القاري والدولي، ومن ثمّ ربط قضايا السياسة العامة والسياسة الخارجية، مع الدوائر الفكرية المعرفية الجامعية، زيادة إلى ذلك ـ كما قال ـ فالملتقى يهدف إلى المساهمة في تفعيل الدراسات والأبحاث الاستشرافية والوقائية، المرتبطة بالمسائل المصيرية للوطن، ومنه وضع مخرجات التقارير الدولية تحت النقد العلمي ودراسة سبل الاستفادة من تلك التقارير، إضافة إلى العمل من أجل تزويد الدوائر العلمية والحكومية بقاعدة علمية وعملياتي يمكن من خلالها توجيه السلوك القومي، من خلال بناء نماذج تحليلية للتقييم، حتّى تكون بمثابة مرجع عملي علمي.

للإشارة، الملتقى الذي نظّمته كلية الحقوق والعلوم السياسية، بجامعة ”20 أوت 55” بسكيكدة وشارك فيه على مدار يومين 60 متدخلا، من أكثر من 15 جامعة عبر ولايات الوطن، بالإضافة إلى 5 جامعات من خارج الجزائر تدخلوا بتقنية الفيديو عن بعد، تطرق إلى أربعة محاور هي التحليل المفهومية والنظرية للمكانة الدولية، عوامل هذه الأخيرة بالنسبة للجزائر، بالإضافة إلى الحضور الإقليمي والدولي للجزائر، والرهانات المستقبلية لمكانة الجزائر في عالم متغير.