القارئ الجزائري يكتشف كلير مسعود
مكنونات الحياة في سياق حالم

- 859

اقترح الروائي بشير مفتي، مؤخرا، على جمهوره قراءة رواية "الفتاة التي تحترق" للكاتبة الأمريكية من أصول جزائرية كلير مسعود ، التي تحقّق أعلى المبيعات وتجذب جمهور القراء في كل مكان، ورغم ذلك تبقى غير معروفة عند القارئ الجزائري.
كتب الروائي بشير مفتي على صفحته الإلكترونية "حقا أول مرة أسمع بهذه الكاتبة الأمريكية من أصول جزائرية، ترجم روايتها الصديق المترجم الرائع خالد الجبيلي، وصلتني مؤخرا نسخة من رواية "الفتاة التي تحترق"، للكاتبة الأمريكية من أصول جزائرية كلير مسعود، الصادرة عن منشورات روايات سنة 2020. الكاتبة التي سبق لها أن أصدرت عدة روايات، منها "عندما كان العالم مستقرا"، و"الحياة الأخيرة"، ولدت في الولايات المتحدة عام 1961، ودرست في جامعتي بيل وكامبردج، وتعيش في واشنطن. تنطوي هذه الكاتبة على شحنة هائلة من الحنين إلى الوطن الأم، الذي يفتقد، خاصة حين تنشأ أجيال جديدة لا تعرف عن هذا الوطن سوى اسمه، لكنها تظل مشدودة إليه بطاقة مفعمة من العواطف والشجن، فتصور حال التمزق والعصاب الذي ينتاب الناس الذين يقتلعون من بيئاتهم الأصلية طوعا أو كرها.
ترصد رواية "الفتاة التي تحترق"، اختلاف آليات التواصل والتعاطي بين صديقتين، جوليا وكايسي اليتيمة، وكيف ابتعدت إحداهما عن الأخرى، بعد أن دخلتا سن المراهقة، وبدأت أسرار الماضي بتشكيل حواجز بينهما بطريقة غريبة، كما تتابع رحلة البحث عن الأب المليئة بالتشويق، والتي تنتهي نهاية مؤلمة، تظهر كلير مسعود في روايتها (الرواية من منشورات روايات الشارقة، ترجمة خالد الجبيلي 2020)، وهي تشخص بطلتها جوليا التي تتألم لمضي الأيام بصورة رتيبة مملة، وتتذكر مقولة صديقتها التي كانت تخبرها، بأن الأمر كله، هو أن الزمن يمضي بطريقته ويمضي بالناس في مساره. تشير الروائية إلى أن كل امرئ يشكل قصصه الخاصة به، لتعبر عن الطريقة التي يفكر بها لنفسه، وأن بطلتها يمكن أن تبدأ القصة منذ أن كانت هي وكايسي أعز صديقتين، أو يمكنها أن تبدأ منذ انقطاع علاقة الصداقة بينهما، أو بوسعها أن تبدأ من النهاية الكئيبة وتحكي القصة كلها من الماضي.
الرواية حققت نجاحات عالمية، منها القائمة القصيرة لجائزة "لوس أنجلس تايمز"، كلير مسعود حازت أيضا على جائزة من الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب، ووصلت مرتين إلى نهائيات جوائز مهمة، كما كتبت ستة أعمال روائية من بينها؛ "المرأة في الطابق العلوي" و«أطفال الإمبراطور" وغيرهما، وتهتم في رواياتها بالحياة التي لا تجري وفق ما خُطط لها، والقصص التي يشكلها الناس لأنفسهم، كي يكملوا حياتهم وعلاقاتهم بعد ذلك.