الشاب سيد احمد الهندي لـ "المساء":

مغنو “الحلوى” قتلوا الراي، لذا قررت الاعتزال

مغنو “الحلوى” قتلوا الراي، لذا قررت الاعتزال
  • القراءات: 8147
حاورته: خ. نافع حاورته: خ. نافع

تحسر شيخ الأغنية الرايوية سيد احمد الهندي، وهو يعود بذاكرته إلى سنوات الثمانينات، وهي بداياته في عالم أغنية الراي، ليتذكر زملاءه في المهنة كانوا على قلب رجل واحد ساهموا في ارتقاء وعصرنة أغنية الراي، على غرار الشاب خالد، الزهوانية، بن شنات، المرحوم بوثلجة بالقاسم، قويدر بن سعيد، الطاهر سي علي، حسني شقرون، نصرو وغيرهم، منهم من غيبه الموت وآخرون اختاروا الهجرة ومنهم من فضلوا البقاء في الوطن، التقيناه في وهران التي جاءها زائرا بعد أن فرضت عليه ظروف العمل الإقامة بالعاصمة وأجرينا معه هذا الحوار الشيق.

❊ أنت تقيم حاليا بالعاصمة، هل استطعت أن تفترق عن وهران التى فضلتها عن الهجرة خارج الوطن؟

— أعيش في العاصمة بحكم عملي، لكن حبي وعشقي لوهران لا يزال مغروسا في قلبي، ففيها مسقط رأسي، أحبابي وأصحابي، أعود إليها كل أسبوعين في يوم الجمعة لأزور قبر والدتي، رحمها الله، والغريب أن هناك من اعتقد أن زوجتى عاصمية، وهي التي أرغمتني على الإقامة في العاصمة، غير أن الحقيقة أنني أنا من أرغمتها.

❊ لماذا تتكلم عن بدايتك الفنية بحسرة وتأسف؟

— نعم أتكلم عن تلك الفترة بحزن لأن سنوات الثمانينات كانت بالنسبة لي العصر الذهبي لفن الراي، لم يكن أبدا طريق النجاح سهلا، لكن مع ذلك جميع فناني الراي وكتاب الكلمات والموسيقيين وحتى المنتجين من جيلي كنا نعشق هذا الفن، ولم يكن يهمنا كثيرا المقابل المادي، ومع هذا استفدنا ماديا منه، أذكر في بداياتي مع الشاب خالد عندما كنا نسجل أغانيينا باستديو "بوعلام"، لم نكن نتقاضى أجرنا إلا بعد مدة، ونجحنا والحمد لله ووصل خالد حاج ابراهيم إلى العالمية.

❊ لماذا خالد فقط من دونكم استطاع أن يسطع نجمه في العالم؟

— الشاب خالد يستحق أن يكون فنانا عالميا، لأن فن الراي مفصل على مقاسه، فخاماته الصوتية تؤهله ليقنع أي منتج عالمي بأدائه، كان يحتاج  لدار إنتاج كبرى تتبناه فنيا، وكان له ذلك عندما قرر الإقامة في فرنسا، وأنا أعتبر خالد ظاهرة في أغنية الراي لن تتكرر.

❊ عرفنا أنك قررت اعتزال الغناء بعد ألبومك الأخير، هل هو قرار لا رجعة فيه؟

— نعم أخذت قرار الاعتزال بعد تفكير طويل وجدي، ولن أتراجع عنه. أريد أن أخرج من الباب الواسع ويبقى جمهوري يحبني ويحترمني، كما عهدته دائما مع الجيل الحالي من مغني الراي أو "الحلوى" كما يطلق عليهم، لم يعد لي مكان وأفضل الانسحاب، واعتقد أنني أعطيت طيلة مسيرتي الفنية الكثير لأغنية الراي وحان الوقت لكي أرتاح وألتفت إلى أشياء أخرى في حياتي كانت غائبة عني.

❊ أغنية من ألبومك الأخير تكلمت فيها عن التوبة والعودة إلى الله تعالى والصلاة بعد غفلة الشباب، هل كنت تعلن لجمهورك عن قرارك بالاعتزال؟

— نعم الأغنية كانت تعبر عني، فعلا "قد يغفل الواحد عن ذكر الله في شبابه، لكن عندما يصل إلى سن معينة عليه أن يلتزم بالصلاة والعبادة".

❊ماذا تقول لجمهورك بعد قرارك الاعتزال؟

— أقول لجمهوري؛ أحبكم جدا ومفاجئتي له ألبوم جاهز لم يطرح بعد، ينتظر المنتج الوقت المناسب لطرحه، أتمنى أن ينال إعجابه، كما أريد أن أنصح كل من يريد أن يدخل مجال غناء الراي أن يفكر جيدا ولا ينساق وراء موجة الأغاني الهابطة التي أفسدت جيلا بحاله ويختار الكلمات النظيفة والهادفة.