المجمع الجزائري يحتفي بالترجمة ويرافع للتنمية

معجم للُّغة العربيّة المعاصرة في آفاق 2032

معجم للُّغة العربيّة المعاصرة في آفاق 2032
  • 440
نوال جاوت نوال جاوت

ينظّم المجمع الجزائري للغة العربية، يوم 30 سبتمبر الجاري، ملتقى افتراضيا دوليا حول الترجمة التي تحتفي بيومها العالمي، وآخر حضوريا في ديسمبر القادم، حول موضوع "اللغة العربية والتنمية"، وذلك ضمن أهداف المجمع، الذي يرمي إلى إثراء اللُّغة العربيّة وتطويرُها، والمحافظة على سلامتها، والسّهر على مواكبتها العصر؛ باعتبارها لغة اختراع علميّ وتكنولوجي، والمساهمة، أيضا، في إشعاعها؛ باعتبارها أداة إبداع في الآداب والفنون والعلوم، حسب ما أكد الدكتور شريف مريبعي رئيس المجمع، الذي تحدّث في حوار مع وكالة الأنباء العمانية، عن مشروع "معجم الجزائر للُّغة العربيّة المعاصرة".

في هذا الصدد، أوضح الدكتور مريبعي أن من أكثر المشاريع التي تحظى بالأهمية القصوى لدى المجمع الجزائري للُّغة العربيّة، مشروع "معجم الجزائر للُّغة العربيّة المعاصرة"، الذي يُعدّ عملا ضخما، يضمُّ كل ما هو مستعمل من مصطلحات اللُّغة حديثا. ويتكوّن، أساسا، من المصطلحات العلمية والتقنية الحديثة، قائلا: "على أن يكون مطعَّماً بأسماء الأعلام، والتعريف بها، مع التركيز على الأعلام الجزائريين. وهو عملٌ موسوعيٌّ، نتوقّعُ أن ينتهي العمل عليه سنة 2032".
ولإنجاز هذا المشروع الضّخم، أكد رئيس المجمع الجزائري للغة العربية، الاعتماد على الوسائل التكنولوجية. وقال: "لدينا أداة تُسمّى "المعجميّ". وهي أداةٌ نعتمد عليها في استخراج جذور الكلمات من النصوص المحفوظة في ذاكرة الحاسوب. كما تقوم هذه الأداة باستخراج مختلف السياقات التي وردت فيها هذه الكلمة أو تلك. ونعتمد في برمجتها على مدوّنة، تشتمل على الجرائد التي يتمُّ انتقاؤُها تبعاً لفترة زمنيّة محددة، فضلا عن مدوّنة الرواية العربيّة، والمعاجم العربية الحديثة. وأهمُّها معجم لسان العرب، وبعض معاجم المصطلحات العربيّةش المترجمة".


كما أشار الدكتور مريبعي إلى أن لجنة مشروع "معجم الجزائر للُّغة العربيّة المعاصرة"، تتشكّل من 11 عضوا. ويمكن أن يرتفع عددُ أعضائها كلّما دعت الضرورة إلى ذلك، على أن يتمّ نشرُ هذا المعجم ورقياً وإلكترونياً كلّما فرغت اللّجنة من إتمام جزء من أجزاء المعجم، والتأكُّد من صحته ودقّة مضمونه ".
وواصل الرئيس الحديث عن مساهمات المجمع الجزائري للُّغة العربيّة، مؤكّدا أنها لا تتوقف عند هذا الحد؛ من خلال المساهمة في تأطير الملتقيات العلميّة التي تنظمُها الجامعات عبر الوطن، والتي يشارك فيها نخبة الباحثين المنتمين إلى هيئات المجمع، فضلا عن تقديم الآراء الاستشارية لرئيس الجمهورية في شكل تقارير دوريّة حول واقع اللُّغة العربيّة، مع اقتراح الحلول الممكنة لكلّ ما يعترضُ استعمال اللُّغة العربيّة من مشاكل ميدانيّة"، يقول الدكتور مريبعي.

وفي ظلّ التحدّيات التي صارت تفرضُها المستجدّات التكنولوجيّة والتقنيّة على مختلف اللُّغات الحيّة وأجبرتها على مواكبتها والتكيُّف معها، يعمل المجمع الجزائري للغة العربية على رفع الكثير من الرّهانات لتحقيق جملة من الأهداف بأسلوب عقلاني وعلمي، ووفق خطط مرحلية. وفي هذا أشار الدكتور مريبعي في حواره مع العمانية للأنباء، إلى أن المجمع الجزائري للُّغة العربيّة يضمُّ في عضويته 30 عضوًا من خيرة أساتذة الجامعات الجزائرية، وباحثين مشهود لهم بالكفاءة، وهم يتوزّعون على 5 لجان، تقوم كلُّ واحدة من هذه اللّجان الخمسة بتسطير برنامج عمل سنويّ، وتُشرف على تنفيذه وتجسيده. ومن أهمّ هذه اللّجان لجنة النهوض باللُّغة العربيّة نحو مجتمع المعرفة. وتهتمُّ بالعمل على مواكبة اللُّغة العربيّة للوسائل التكنولوجيّة، والمحتوى الرقمي على الأنترنت".