محمد بوعزارة يُصدر "قصتي مع الكتابة والصحافة مع السياسة"

معايشة أحداث مرت بآثار من صنعوها

معايشة أحداث مرت بآثار من صنعوها
الكاتب الإعلامي محمد بوعزارة
  • القراءات: 722
مريم . ن  مريم . ن

يستعد الكاتب الإعلامي المعروف محمد بوعزارة، لإصدار كتابه الجديد في شهر أكتوبر الداخل بعنوان "قصتي مع الكتابة والصحافة، حكاياتي مع السياسة". وقدّم الكاتب، بالمناسبة، التصميم النهائي لغلاف الصفحة الأولى والرابعة لكتابه الجديد، الذي صممه الصديق الفنان والرسام المبدع الأستاذ الطاهر ومان، الرائد في هذا المجال منذ السبعينيات.

كما تفنّن صديق بوعزارة الروائي المبدع الدكتور واسيني الأعرج، في كتابة تقديم لهذا الكتاب على الصفحة الرابعة، بينما وضع مقدمته الداخلية الصديق الدكتور بوزيد بومدين..

وتمنى المؤلف بوعزارة أن يكون الكتاب جاهزا خلال شهر أكتوبر القادم في طبعة أنيقة، كما وعده بذلك الصديق محمد بغدادي صاحب منشورات بغدادي.

ويكتب محمد بوعزارة عن معايشته أحداثا مفصلية في الجزائر، وعن شخصيات جزائرية عرفها وعرفته، وبذلك يكون الكتاب وثيقة تاريخية بلغة سردية، تجمع بين التحقيق الصحفي ولغة الأديب وعبارة السياسي.

حكايات بوعزارة هي حكايات المثقف السياسي والسياسي المثقف، هي أيضا سيرة ذاتية من خلال الآخرين، وتاريخ للآخرين من خلال أناه (ذاته).

وثمّن المصمم المعروف طاهر ومان النص الذي لخصه الدكتور واسيني بعد قراءته الكتاب. واعتبره بمثابة "العلبة السوداء"، ودليلا على أمانة حمل وصية من رحلوا وأهدوا لنا التاريخ.

وأشار المصمم إلى أن ما قام به من تصميم لغلاف الكتاب المهم، جاء بصدق وإخلاص للرموز التي بنى الكاتب من خلال شموخ مقامها، وصية الأيام... "أيام كنا أحد من عايشوها عن قرب".

وتعامل هذا المصمم مع ملامح وتعابير بعض وجوه الشخصيات المنقوشة على غلاف الكتاب، بكل تأثر وإحساس. ولم يستطع وصف رؤاه وتعامله مع اللقطات والمحطات الطويلة التي عاشها مع بعضهم وبفضل شرف مؤازرتهم... ليختم: "رحم الله من ذهبوا شرفاء وأوفياء للوطن. وبورك فيمن لايزالون يتفاءلون بزرع الحب في القلوب الظامئة؛ كم هو صعب استنطاق الصورة! والحمد لله، أنتم نزعتم بحبركم جدار الصمت... فإلى المزيد من محاوراتكم الماضي المبهم".

أما الروائي واسيني الأعرج فاعتبر كتاب محمد بوعزارة بمثابة السيرة الذاتية، التي استعاد فيها صورة المثقف والكاتب التي تلازمه أكثر من صورة السياسي، التي طالما ارتبطت ببوعزارة. وأضاف واسيني أن بوعزارة اكتسب تجربة ثرية، جمعت بين الصحافة والتأليف والثقافة، وهذا الكاتب هو من القلائل الذين يدوّنون كل صغيرة وكبيرة. كما حيّا الروائي واسيني مصمم غلاف الكتاب السيد الطاهر، الذي عرفه في السبعينيات من خلال مجلة "آمال"، وهو من صمم أول رواية صدرت له في مشواره الأدبي؛ مما أثار عنده حنينا لهذا الماضي الجميل. وحيا الكاتب بوعزارة مصمم الكتاب، والخطاط محمد حموش الذي أشرف على كتابة العناوين. وتمنى لقية جمهوره كما كانت الحال دوما عند خروج أي إصدار، خاصة مع مناسبة المعرض الدولي للكتاب، لكن جائحة كورونا لازالت هنا.

ومن جهة أخرى، أكد الأستاذ بوعزارة لجمهوره أنه بصدد التحضير لكتاب جديد بعنوان "قصتي مع الإذاعة والتلفزيون"، مشيرا إلى أن الراديو حالة خاصة، تشبه عشق المسرح بالنسبة لمن امتهن التمثيل. واستعرض بعضا مما كتبه في مقال سابق، أنه مازال يعتقد أن هذه الوسائل الإلكترونية الجديدة ومهما كان انتشارها، فإنها لن تستطيع أن تلغي دور الإذاعة، ولا قوة انتشارها بين الناس بمختلف شرائحهم ولغاتهم وثقافاتهم وإيديولوجياتهم وأعمارهم، ولن تكون كذلك؛ لا بديلا عن الإذاعة، ولا منافسا لها.

الإذاعة تبقى أنيس الأمي، ليجد فيها متنفسه بعد أن حُرم من التعليم، وتبقى رفيق المتعلم؛ حيث يجد فيها ما تروقه الأذن من مختلف الفنون والآداب والمعارف، وهي صوت المفكر والمثقف، يبث فيها أفكاره وقناعاته ورؤاه، وهي همزة وصل العالِم بينه وبين عوالمه الافتراضية والتجريبية، وهي لسان السياسي، الذي يبث من خلالها وعبرها طروحاته وتصوراته، ويرسل عبرها خطاباته السياسية وأفكاره لبناء المجتمع، وهي الوسيلة التي يوصل بها رسالته إلى المجتمع في الحملات الانتخابية أو عندما يكون في الحكم، وهي وسيلته للرد على منتقديه ومعارضيه.

الإذاعة كانت وستبقى أذن الفنان، فبها يوصل مشاعره ويبث أحاسيسه، وبها يربط فنه بجمهوره عبر أغنية جميلة أو قطعة موسيقية شاعرية.