الباحث الأكاديمي الدكتور عبد الله حمادي لـ "المساء":

مشروع فيلم سينمائي تاريخي عن الأندلس في الأفق

مشروع فيلم سينمائي تاريخي عن الأندلس في الأفق
الباحث الأكاديمي الدكتور عبد الله حمادي
  • 870
وردة زرقين وردة زرقين

كشف الدكتور عبد الله حمادي مؤخرا لـ "المساء"، عن مشروع فيلم سينمائي في الأفق، سيجمعه بالمخرج المعروف محمد حازرلي، يتعلق بجانب من تاريخ الأندلس، لم يعط تفاصيله بعد. وعبّر الدكتور حمادي عن اهتمامه بالسينما خاصة في بعدها الاحترافي، علما أنه سبق له أن خاض تجربته في فيلم "خيول الشمس" للمخرج الفرنسي فرانسوا فيليي، والذي نشر مقاطع منه على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي.

أوضح الباحث الأكاديمي والشاعر الدكتور عبد الله حمادي لـ "المساء"، أنه شارك كممثل في "خيول الشمس"، وهو فيلم سينمائي فرنسي، دارت أحداثه حول الحقبة الاستعمارية الفرنسية بالجزائر، وتم تصويره في 1978 بجنوب إسبانيا في ميرسيا، كان ذلك أثناء تحضيره رسالة الدكتوراه حول الأدب الأندلسي بجامعة مدريد المركزية، وعمله في إذاعة مدريد الدولية.

وقال حمادي إن الفضل يعود إلى أستاذه المستشرق فرناندو دي لا كرانجا الذي سجله في قسم شهادة الدكتوراه بالجامعة، وتمكينه من الحصول على منحة بما كان يُعرف آنذاك بإسبانيا  بالمعهد الإسباني العربي للثقافة، وكمقدم أخبار بإذاعة مدريد الدولية في 1978، وهذا أثناء تحضير شهادة الدكتوراه في الأدب الأندلسي تحت إشراف أستاذه المستشرق، وحرصا منه على أن يشتغل معه في موضوع "الشعر في مملكة غرناطة 1232 ـ 1492".

وكانت المنحة التي يتقاضاها الأستاذ حمادي متواضعة حينها، لذلك سعى أستاذه ـ كما يضيف ـ إلى السعي بعلاقاته الخاصة، لتمكينه من إيجاد منصب عملٍ بإذاعة إسبانيا الدولية كمقدم للأخبار السياحية والثقافية حول تاريخ إسبانيا عامة، والأندلسية العربية خاصة، وما كان من الطالب حمادي إلا أن يثبت جدارته في أداء المهمة على أحسن وجه، حينها طلب المشرف على القسم العربي في الإذاعة الدولية بمدريد، حمادي لمكتبه، وأخبره أن مخرجا فرنسيا يزور العاصمة مدريد ويحضّر لفيلم حول تاريخ الجزائر، ويبحث عن وجه جزائري يمكن أن يساعده في بعض الأمور، مشيرا إلى أن هذا المخرج الفرنسي اتصل بالسفارة الجزائرية بمدريد، وطلب من السفير الجزائري أن يساعده في إيجاد شخص جزائري مؤهل لمساعدته، فكان الاتصال بين الأستاذ المستشرق رئيس القسم العربي الدولي لإذاعة مدريد والمخرج الفرنسي فرانسوا فيليي، الذي طلب منه مساعدته في إيجاد شخص جزائري، ليساعده على بعض الأمور المتعلقة بتاريخ الحقبة الاستعمارية بالجزائر من 1830 إلى 1962.

وقال عبد الله حمادي إنه بعدما طرح عليه أستاذه المستشرق الفكرة رحب بها، فقدم له المخرج الفرنسي سيناريو الفيلم الذي ألفه الكاتب الجزائري الفرنسي جول روي ابن منطقة بوفاريك وبالتحديد من سيدي موسى، وطلب منه أن يقرأه ويقدم ملاحظاته كجزائري وكمثقف حول محتواه وكباحث في الدكتوراه ويعرف الكثير عن الحقبة الاستعمارية في الجزائر، مضيفا أن المخرج كان ينوي تصوير هذا الفيلم في الجزائر وفي الأماكن الحقيقية التي دخلت منها فرنسا إلى الجزائر، ثم الأماكن التي بدأ فيها استقرار المُعمر بالجزائر؛ كسيدي فرج وبوفاريك وسهول متيجة، وفي بعض المزارع التي استقرت فيها بعض العائلات الفرنسية.

وقال إنه راسل السلطات الجزائرية بهذا الشأن، وقدم لها عرضا عن موضوع الفيلم، وكرر الأمر أكثر من مرة، لكنه لم ينل سوى تبريرات وحجج غير مقنعة، إلى أن تجاوز المشروع السنة، ولم يحصل على موافقة السلطة الجزائرية؛ ما جعله يتوجه إلى إسبانيا، وبالتحديد إلى جنوبها؛ بحثا عن أماكن تُشبه طبيعة الجزائر، فحصل بسهولة على الموافقة من السلطات الإسبانية، وشُرع في تنفيذ مشروع الفيلم الذي يسلط الضوء على الحياة الاجتماعية للجزائريين؛ لأن الكاتب صبّ جل اهتمامه في هذا العمل السينمائي، على العلاقة التفاعلية بين السكان الأصليين الجزائريين وعلاقتهم بالمستعمرين الفرنسيين، خاصة في الحياة اليومية والعادات والتقاليد وحياة الريف وعلاقة الكولون بالفلاحين البسطاء. وأكبر نموذج هو الجزائري "الخمًاس"، فكان السيناريو دفاعا عن المُزارعين في سهول متيجة، الذين عانوا القهر والعبودية.

وأكد الدكتور حمادي أن الملاحظات التي قدمها، استحسنها المخرج، واقترح عليه حوارات بالعربية. وكل التعابير العربية الموجودة في هذا المسلسل الطويل المتكون من 12 حلقة في 50 دقيقة، هي من إضافات حمادي. والحوارات كلها باللهجة الجزائرية في الأصل، لكن أغلب من جسدوا الأدوار مغاربة؛ لذا غلبت لهجتهم على اللهجة الجزائرية في التسجيل، وكان البث على قناة "تي أف1 " في 1980.

أما العمل الثاني الذي قدمه حمادي للمخرج الفرنسي، فقد كان مساعدته في ترتيب عرس جزائري، وبالتحديد ليلة الزفاف، فأشرف على كل ما هو تقليدي، وعلى مشاهد أخرى تتعلق بالحفلات الجزائرية كالختان واختيار الأغاني. وعندما توطدت علاقة العمل السينمائي قال إن المخرج اقترح عليه دورا في هذا الفيلم، واتفق معه في البداية على أن يقوم بدور فلاح جزائري في فترة تعود إلى حدود 1860، فترك له المخرج الحرية في أداء دوره كفلاح بدون أن يخضع لأي كاستينغ، وصُورت المشاهد في جنوب إسبانيا بمناطق مُرسيا. وأضاف أنه بعد ذلك، طلب منه المخرج القيام بدور آخر، وهو دور أحد قادة الثورة التحريرية؛ إذ يقتضي الدور أن يكون شابا، فقام بالدور بعفوية مطلقة. وأردف "الممثل" عبد الله حمادي، أن كل ما قام به مع المخرج الفرنسي سواء كمستشار في الإخراج أو كممثل، لم يربط بينهما في كل ما جرى أي عقد؛ لأنه لم ينتبه لمثل هذا الأمر الهام وكان يجهل مثل هذه الأمور.

وبخصوص التأليف والبحث الأكاديمي، كشف الدكتور حمادي عن إصدار خمسة مؤلفات منذ مغادرته الجامعة عام 2016، وهي: كتاب "ابن باديس سيرة ومسيرة"، وكتاب "مقاربة من رواية الدون كيشوت"، وكتاب "ديوان مجلة هنا الجزائر"، و"محاولة اقتراب من دولة الرسول (ص) في المدينة"، و"الشاعر المعتمد بن عباد ملك إشبيلية"؛ الكتاب الأخير الذي هو بصدد إنجازه.