"تراثي مشروعي" شعار "المؤسّسات العاملة في مجال التراث الثقافي"

مشاريع "أونساج" غير معنية بإجراءات التقشف

مشاريع "أونساج" غير معنية بإجراءات التقشف
  • 725
مريم. ن مريم. ن

افتتحت أمس بـ"قصر الرياس" فعاليات الصالون المحلي للمؤسسات المصغرة والمتوسطة العاملة في مجال التراث الثقافي تحت شعار "تراثي مشروعي"، بإشراف الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب التي أكّد ممثّلها أنها ماضية في دعم مشاريع الشباب ولا علاقة لها بسياسة التقشف، على اعتبار أنّ الإرادة السياسية في الجزائر مقتنعة بأنّ مصير المستقبل وصناعته في يد الشباب. أشار السيد عبد الحميد زواوي، الأمين العام للوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب "أونساج" خلال حديثه لـ"المساء"، إلى أنّ هذه المؤسسة أدركت البعد الاستثماري في مجال الثقافة والتراث، لذلك قامت بدعم الشباب وإعطائهم فرصة تجسيد مشاريعهم ضمن مؤسّسات مصغرة، وتمّ اختيار عشر مؤسّسات مدعمة لحضور الصالون، بالتالي تقديمها كنموذج ناجح لباقي الشباب كي يتقدّموا  بمشاريع في هذا القطاع، ويحصلوا بالتالي على حصتهم من الدعم إذا توفّرت الشروط. من جهة أخرى، أكد المتحدث أن "أونساج" ماضية في دعم الشباب، خاصة في المشاريع والقطاعات المنتجة،  بالتالي فهي مستعدة للتكفّل بالشباب لأنّ المستقبل بين أيديهم.

التقت "المساء" أيضا بالسيد جمال سعداوي ممثل مركز الفنون والثقافة بـ"قصر الرياس"، الشريك في تنظيم هذه الفعاليات التي تستمر إلى غاية يوم غد الخميس، وأكّد أنّ الصالون يدخل في إطار برنامج شهر التراث، وهو يجسّد شعار إعطاء القيمة الاقتصادية للتراث والثقافة، الذي تبنّته وزارة الثقافة. بعدها، طافت "المساء" بعدد من هذه المؤسسات المشاركة والتي عبّر أصحابها، وأغلبهم شباب، عن رضاهم واستفادتهم من فرصة التمويل التي مكّنتهم من تحقيق مشاريعهم، بالتالي الدخول إلى السوق الوطنية بمنتوجاتهم المختلفة. من هؤلاء المشاركين، نجد الآنسة بوزيد سميرة صاحبة مؤسسة "الكتاب المصور" وهي تجربة جديدة تدخل الجزائر، انتشرت بقوة في أوروبا، وقد تمّ تأسيس هذه الشركة المصغرة سنة 2013 بعد 6 سنوات من الدراسة والبحث وتقييم المشروع كي يتماشى ومتطلّبات السوق الجزائرية، على اعتبار أنّه كان مخاطرة، فالصورة وتثمينها ليست راسخة في ثقافتنا، كما أكدت ذلك صاحبته، وتقول "أحببت الرسم والصورة منذ صغري ومارستهما إلى أن تكوّنت في معهد دولي للاتصال والتسويق بالجزائر لمدة سنتين"، وتنجز سميرة الرزنامات والصور والكتب والبطاقات وألبومات الصور للمؤتمرات والمناسبات العائلية، على شكل توثيق وتعيد توظيفها وانتشالها من غياهب النسيان، خاصة أنّ وسائل التكنولوجيا قضت على الصورة الورقية وكذا تجديدها وترميمها، بالمناسبة، أحضرت المعنية ألبوما خاصا بصور الصالون الوطني للصناعات التقليدية في طبعته الـ20، الذي كان ذو تصوير وإخراج راق جدا، وتنطلق سميرة قريبا باستوديو لها بدالي ابراهيم في تجسيد أول "ألبوم رضيع "في الجزائر.

أما الرسامة الحرفية جويدة حملاوي، فتمتلك ورشة بغابة الأقواس في رياض الفتح، ترسم على الخزف وتعطي للتحف التي تنجزها لمسة الحرفة الجزائرية الأصيلة، لكنها اشتكت من نقص التسويق الذي يتم بشكل مباشر تقوم به شخصيا، مما يحد من التوزيع، وقدّمت "أونساج" لجويدة العتاد وهي تتمنى أن يتطوّر الأمر للحصول على مقرات أو ورشات. وغير بعيد، حضرت الآنسة تبودي من رغاية، التي استفادت من القرض سنة 2006 وحقّقت مكاسب وسدّدت كلّ ديونها وتفرّغت للإبداع الذي أرادته، أن يثمن تراثنا الأمازيغي الوطني عبر مناطق مختلفة من الوطن، على اعتبار أنّ هذه الهوية واحدة، وهي الجامعة. توافد الحضور أيضا على جناح جبار، وهي حرفية برعت في التحف المنزلية واللوحات الفنية واشتغلت في التراث القبائلي والعاصمي،  وأشارت في حديثها لـ"المساء" إلى أنّها تملك ورشة على مستوى "السيدة الإفريقية" وكلّ ما تعرضه يباع نتيجة رقي صنعته وأسعاره الزهيدة مقارنة بالسوق. مؤسّسات كثيرة امتهنت الفن والتراث وحوّلتها إلى قيمة اقتصادية، منها مثلا الأثاث والمرايا والأبواب وغيرها، ومنها أيضا الإنتاج السمعي البصري، كما كان الحال مع مؤسسة "البراق" لإنتاج الرسوم المتحركة، التي أنتجت ضمن عقود مبرمة مع عدة قطاعات،  منها وزارات الثقافة والتربية والمجاهدين وكذا التلفزة الوطنية، وحسب ممثلتها السيدة طيب شريف، فإن مقر استوديهاتها يقع بحي عين النعجة، وقد أنتجت العديد من الأفلام السينمائية والتلفزيونية للأطفال، من ذلك فيلم "حصار تلمسان" ضمن تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية" و"حميدو الرايس الصغير" وهو مسلسل في 52 حلقة بـ26 دقيقة للحلقة، تموله وزارة الثقافة والتلفزة الوطنية وسيتم قريبا طرح "تلميذة جديدة" بتمويل من وزارة التربية وكذا "لغتي العربية" بتمويل من التلفزيون، بتقنية ثلاثية الأبعاد.