الملتقى الدولي للفنون بسيدي بوسعيد التونسية

مشاركة جزائرية قوية تثمر أعمالا فنية راقية

مشاركة جزائرية قوية تثمر أعمالا فنية راقية
  • 431
مريم. ن مريم. ن

تُختتم بمركز الموسيقى العربية والمتوسطية "النجمة الزهراء"، بسيدي بوسعيد في تونس، اليوم الإثنين، الدورة الخامسة للملتقى الدولي للفنون، بمشاركة كوكبة من الفنانين الجزائريين، الذين أبدعوا في إنجاز لوحات تجسّد الطبيعة الممتدة عبر زرقة البحر.

سبق لبعض هؤلاء الفنانين الجزائريين أن مَثّلوا الجزائر في المحافل الدولة منهم الفنان هاني بن ساسي، الذي أكّد في اتصال مع "المساء" أمس مباشرة من تونس، أنه يحضر مع زملائه الفنانين الجزائريين في هذا الملتقى الدولي الهام قائلا: "إنه حدث ثقافي وفني جميل، نتشرف كجزائريين أن نشارك فيه. ونشكر المنظمين على الدعوة. كما يحضر فنانون آخرون عرب وأجانب التقينا بهم وتعرفنا على تجاربهم وأعمالهم. وفي نفس الوقت حرصنا على تشريف بلادنا الجزائر، وتمثيلها أحسن تمثيل. وأغتنم الفرصة كذلك لأشكر كلّ المنظمين هنا في تونس، الذين رحّبوا بنا، واستقبلونا أحسن استقبال". كما أشار المتحدث إلى أنّه شارك وزملاءه في ورشات فنية، مضيفا أنه أقيم أيضا، معرض للمشاركين، قدّموا فيه لوحاتهم وذلك في ميناء المرسى بسيدي بوسعيد. وشهد إقبالا كبيرا من الجمهور التونسي الذوّاق. 

وبالنسبة لمشاركته قال: "شاركت في الورشات الفنية بعدما اخترت الرسم فيها، وكان ذلك مباشرة على البحر من المرسى، وعبر الهواء الطلق المساعد على الإبداع والتفنّن، والاحتكاك بالسياح المتجاوبين معنا بالإعجاب، والتحية، والتشجيع. وتمكّنت من رسم منظر عام للميناء بسيدي بوسعيد". وأكّد المتحدّث أيضا، أنّ كلّ الفنانين الجزائريين المشاركين اختاروا مشهد البحر والزرقة والسفن، ليوثقوها فنيا في لوحاتهم.

أما الفنان نور الدين قشيو (سطيف) فقال لـ"المساء" إنّه سعيد بمشاركته في الفعالية، وتواجده بتونس رفقة الفنانين الجزائريين، وهم هاني بن ساسي ومراد تبارحة، وبلال بعيبع من ولاية تلمسان الذي اشتهر بـ "فان جوغ الجزائر" ؛ بسبب أعماله الفنية المميّزة التي تجمع بين الأصالة الفنية والشغف، وكذا فنانين آخرين، مشيرا إلى أنّه اختار رسم مناطق مختلفة من مدينة سيدي بوسعيد، وعلى رأسها البحر والميناء، والطبيعة الساحرة.  للإشارة، شهد اليوم الافتتاحي لقاء حول موضوع الدورة "دور الفنون في ترسيخ الهوية، وتثمين التراث، وتعزيز التماسك والتنمية المستدامة" . كما تضمّن برنامج التظاهرة العديد من الفقرات التي تجمع بين الندوات، والورشات، والعروض الفنية، والمعارض. وتحولّت منطقة بوسعيد طيلة هذه الفعالية التي انطلقت في الخامس من الشهر الجاري، إلى لوحة فنية مشكّلة بألوان الحياة التي تزداد إشراقا صيفا؛ حيث يتهامس الأبيض والأزرق في أنشودة أبدية. 

وأكّد المنظمون أنّ الملتقى الدولي للفنون ينهض كجسر يربط بين الماضي المجيد، والحاضر المتنوّع، والمستقبل المُتخيّل. وتوافد الفنانون في الملتقى الدولي للفنون في دورته الخامسة بسيد بوسعيد والمرسى، للقاء الإبداع المستمَد من عبق التاريخ، وتعزيز الهوية، والموروث الثقافي والتنمية المستدامة. وقادت هذه التظاهرةَ الثقافية والفنية العالمية لجنة تتكوّن من نخبة من الأساتذة والفنانين والإطارات الإدارية، الذين وضعوا خبراتهم وتجاربهم لخدمة هذا الحدث، الذي يجمع برنامجه بين الورشات الفنية والجلسات الفكرية، بمشاركة فنانين من عدّة دول.

وعرفت أيام التظاهرة إقامة عدد من الورشات التي تتوزّع بين التصوير الفوتوغرافي، وصناعة المجسّمات بالطين، والرسم على الجبس، والخط العربي، وصناعة الدمى المسرحية، والفسيفساء، وتصميم التماثيل من الحديد، إلى جانب أنشطة بيئية تحت عنوان "من النفايات إلى الجماليات" ؛ لإعادة تدوير المواد وتحويلها إلى إبداعات فنية. كما تم إنجاز جدارية بعنوان "الهوية" ، إلى جانب تنفيذ مجسّم "الشباب" بدار الشباب في سيدي بوسعيد، فضلا عن ورشة للكتابة المسرحية حول القضايا البيئية، التي أفضت إلى صياغة مشروع سيناريو جماعي.

أما على الصعيد الفكري، فقد افتُتح الملتقى بندوة قدمتها المديرة العامة لقصر النجمة الزهراء، سلوى حفيظ، بعنوان "الفن كتعبير إنساني وجسر بين الثقافات"، تخللتها عروض لمشاريع وبرامج المؤسّسة، من بينها منصة "فينوس" التي انطلقت بوصفها مشروعا لجرد التراث. وتحوّلت، لاحقا، إلى أداة للتعريف بالعناصر التراثية. 

كما تضمّنت أشغال الجلسة العلمية التي انعقدت تحت المحور نفسه، نقاشا في قضايا الفن وعلاقته بالتغيير الاجتماعي، وبناء الهوية، وتشكيل الوعي الجماعي، إضافة إلى دور الصورة والسينما في الجذب الثقافي. كما خُصّص محور ثان لموضوع "الفن كرافعة للتنمية البشرية والاجتماعية"، عبر مداخلات حول الفنون، والتنمية المستدامة، والفن البيئي. وتم مناقشة الدور الذي يمكن أن تلعبه الفنون في الحفاظ على الهويات، وتعزيز التنوع الثقافي، ودعم التحولات الاجتماعية والاقتصادية. كما يهدف إلى تسليط الضوء على مساهمة الفنانين والمؤسسات والسياسات الثقافية في تعزيز التراث المادي وغير المادي، بالإضافة إلى دعم الابتكار، والإبداع المعاصر.