"ذاكرة كلثوم" لتونس آيت علي

مسار حافل بنهاية عدوانية

مسار حافل بنهاية عدوانية
  • القراءات: 673
 د. مالك د. مالك

شهد المسرح الوطني الجزائري "محيي الدين بشطارزي"، مساء أول أمس الثلاثاء، عرضا مسرحيا للمخرجة تونس آيت علي وإنتاج تعاونية "بور سعيد"، كان استدراكيا للعرض السابق الذي كان مبرمجا في 27 مارس المنصرم، بسبب إيقافه من لدن مقتبسته جميلة مصطفى زقاي، وهو السلوك الذي رفضته وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، وعبّرت عنه مؤخرا.

تروي المسرحية المستوحاة من قصة حياة الممثلة الكبيرة سارة برنهاردت (1844- 1923)، الأوقات العصيبة التي مرت بها الممثلة الراحلة كلثوم، وقرارها اعتزال الحياة الفنية بعد مسيرة حافلة بالنجاحات؛ حيث انطوت على نفسها إلى درجة أنها كانت ترفض الإجابة عن كل المراسلات التي تردها من أصحاب المشاريع السينمائية ومهنيّي القطاع وأصدقائها ومحبيها.

وجسّد دور كلثوم في شبابها الممثلة يسرا دايخة. وتطرقت القصة لمعاناتها مع ماضيها الذي لم يكن بالهيّن عليها، ناهيك عن القيود المجتمعية التي كانت مفروضة على المرأة آنذاك. وواصلت كلثوم مسيرتها الفنية في خضم كل هذه الصعوبات إلى أن قررت الاعتزال من العالم الفني والأسري؛ في طريقة منها لمعاقبة كل خصومها. ثم إن نمط عيشها بعيدا عن الشهرة كان له الأثر الكبير على شخصها؛ لأنها أصبحت مع مرور الوقت، متعجرفة وعدوانية، وصارت تطلب في كل مرة من خادمها، منحها المظلة حتى تقيها أشعة الشمس في النهار، وضوء القمر في الليل.

ومع ذلك ظلت الذكريات تراودها وها هي تتحدث بأسف عن ماضيها المجيد كممثلة رفقة فنانين مشهورين على غرار عبد الرحمان رايس وعلال المحب ومحيي الدين بشطارزي ومصطفى كاتب وعبد القادر علولة وعز الدين مجوبي ولخضر حمينة، الذي صعدت وإياه على منصة مهرجان كان الدولي سنة 1975. وما أضاف جمالية للمسرحية الوصلات الموسيقية من التراث الجزائري من أداء ليلي بونيش ومعطوب لوناس، وأخرى من التراث الشاوي، نُسج من خلالها جزء من حياة الفنانة الكبيرة كلثوم، والتي تحمل اسم عيشة آجوري التي توفيت سنة 2016 عن عمر ناهز 94 سنة.

وقبل العرض، صعدت المخرجة تونس آيت علي للتعبير مجددا عن انزعاجها من حادثة إيقاف عرضها المسرحي، وإذ تأسفت لرد فعل الدكتورة جميلة قاي، التي لم تقدم بعد اعتذارها عما حدث. وأردفت تقول إن الممثلين أصيبا بصدمة كبيرة، وأن عرض اليوم هو لتجاوزها، وبذلك حيّت شجاعتهما على العودة إلى الخشبة. وختمت المخرجة بالقول إنها لن تسامح جميلة زقاي أمام هذا الفعل الذي لم يعرفه المسرح الجزائري في تاريخه، هذا المسرح الذي يُعتبر منصة للتعبير الحر والإبداع اللامتناهي.