في الذكرى العشرين لرحيله

مركز السينما الجزائرية يكرم المخرج عز الدين مدور

مركز السينما الجزائرية يكرم المخرج عز الدين مدور
  • القراءات: 1378
 دليلة مالك دليلة مالك

يحيي مركز السينما الجزائرية ذكرى رحيل المخرج القدير عز الدين مدور، الذي فارق الحياة في 16 ماي 2000، وهو أحد صناع الأفلام في الجزائر الذين ميزوا تاريخ السينما الجزائرية، إذ سيبرز المركز أعماله ومساهماته في الترويج للسينما الجزائرية، بما في ذلك الناطق بالأمازيغية.

يعتزم مركز السينما الجزائرية تكريم عز الدين مدور، من خلال برنامجه الافتراضي على صفحته على ”الفايسبوك”، وعلى قناته على ”اليوتيوب”، عبر بث أفلامه ومقتطفات من أعماله.

توفي المخرج الموهوب عز الدين مدور عن عمر 53 عاما، منذ عقدين من الزمن، بعد مرض طويل، وهو ينهي فيلمه الروائي الأول باللغة الأمازيغية ”جبل باية” في السينما الجزائرية، فبعد دراسته الجامعية في الجزائر العاصمة، حيث حصل على ليسانس في الأدب الفرنسي، أصبح عز الدين مدور مهتما بالسينما، واختار الدراسة في مدرسة السينما المرموقة في موسكو لمدة سبع سنوات. عاد بشهادة المخرج، وبدأ حياته المهنية عام 1978 في التلفزيون الجزائري، ثم انضم إلى شركة الإنتاج السمعي البصري الوطنية (ENPA)، حيث أخرج العديد من الأفلام القصيرة والمتوسطة.

قدم عز الدين مدور أجمل الأفلام في السينما الأمازيغية عام 1997، فيلم روائي طويل تم تصويره على مرتفعات جرجرة، في منطقة القبائل العميقة، يظهر مدى حب أرضه الأصلية. ويتناول موضوع المرأة من خلال شخصية ”باية” بشكل جميل، بفضل الأداء المتميز للممثلة جميلة أمزال.

"جبل باية” الذي عاد في تصوير تاريخي إلى حياة سكان منطقة القبائل في السنوات الأولى من دخول الاستعمار الفرنسي للجزائر، عقدت حبكته حول قضية الشرف، والثأر الذي كان يميز عادات وتقاليد أبناء هذه المنطقة، فبعد أن قتل زوج ‘’باية’’ من طرف ابن أحد الحكام الموالين للاستعمار الفرنسي، قصد التزوج بها، بعد أن ذاع حسن هذه المرأة الجميلة بكامل منطقة القبائل، تتسلم بعدها دية من والد القاتل، ويحاول أبناء قريتها الاستيلاء على قيمة تلك الدية، قصد إعادة بناء قريتهم التي دمرها المستعمر، بالإضافة إلى إنعاش الزراعة وتربية المواشي التي كانت مصدر العيش الوحيد لأبناء تلك المنطقة، بعد أن هربوا إلى الجبال من ظلم الحكام الموالين للاستعمار. استطاع عز الدين مدور الذي ولد في ماي 1947 في منطقة سيدي عيش بولاية بجاية، عبر فيلمه هذا، تصوير الجانب الإنساني الذي كانت تعيشه منطقة القبائل، والتكافل الاجتماعي بين أبناء القرية الواحدة، من خلال مناظر ‘’التويزة’’ في الحقول أو بناء المنازل، إضافة إلى تركيزه أكثر على الصورة والرمزية بدل التصريح المباشر، وما تحمله في ثقافة سكان القبائل، خاصة ما تعلق بالمرأة وطقوس الزواج وما يتبعه، كلقطة حرق باية لبرنوسها مثلا، في حالة رفض ذلك الزواج. بالإضافة إلى أفلامه، قدم مدور عدة حصص تلفزيونية وأفلام وثائقية، من بينها أعماله ‘’الفتاة والفراشة’’ سنة 1982، ‘’كم أحبك’’ سنة 1985، ”وقائع وحقائق” 1990، ‘’أسطورة’’ 1991، ‘’جرجرة’’ 1992.

هذا الفيلم الذي لم ير المخرج عز الدين مدور نجاحه، بسبب وفاته السريعة، في حادث إطلاق النار أثناء تصوير إحدى مشاهد الفيلم، بسبب سوء معاملة المتفجرات. وبعد رحيله، أخذت ابنته مونيا الشعلة بتقديم عمل على قدم المساواة حول النساء، وهو الفيلم الروائي ”بابيشا”.