نقل يوميات الشباب
محمد جعفر يصدر "كزجاجة في البحر"

- 695

صدرت مجموعة قصصية للكاتب محمد جعفر، مؤخرا، موسومة بـ "كزجاجة في البحر"، تناولت الصعوبات التي يواجهها المواطن البسيط يوميا، والتي جعلت حياته "لا تطاق"؛ إذ تتشكل هذه المجموعة القصصية التي صدرت مؤخرا عن دار النشر "القبية"، من 99 صحفة، يطّلع خلالها القارئ على قصص مستوحاة من يوميات مواطنين في مواجهة صعوبات الحياة.
تروي هذه القصص التي كُتبت ما بين 2010 و2014، روايات أشخاص عاديين يواجهون مشاكل الاكتظاظ السكاني الحضري، والازدحام المروري، والتلوث، وغيرها من الانشغالات التي تحول دون أي تغيير نحو حياة أفضل. وأراد الكاتب من خلال منظور الحياة اليومية لعامل نظافة ومسؤول أمن في حي جامعي وحتى تلميذ، نقل صورة يوميات الشباب، ونظرتهم إلى الأمور. كما حاول مقارنة واقع مدن اليوم بوضعها غداة الاستقلال، بنوع من السخرية والفكاهة. ويكتشف متصفح هذه المجموعة القصصية التي تتخللها بعض النوادر، أسرار أبطال الروايات؛ إذ تمكن الكاتب من أن يصف ميزات شخصياتهم وحتى مواصفاتهم الجسدية. وتقدم هذه القصص القصيرة عرضا حول المواطنة والعلاقات الاجتماعية والبطالة، وطموحات سكان المدن، الذين يتطلعون إلى حياة أفضل. كما يلقي الراوي نظرة ناقدة إلى المجتمع الذي وقع في دوامة الفساد والبيروقراطية والتقهقر، ويدق ناقوس الخطر حول هذه المظاهر التي تسمم حياة المواطنين.
وفي قصة أخرى، قدّم محمد جعفر صورة عن جزء من التاريخ المعاصر للجزائر؛ من خلال حوار خيالي بين الشهيدين عميروش وسي الحواس، اللذين يطلعان بعضهما البعض من مكانهما في السماء، على ما يجري في البلاد، وما يعيشه أقرباؤهم يوميا.
وللإشارة، الكاتب محمد جعفر من مواليد سنة 1955 بولاية برج بوعريريج. ودرس في كلية الحقوق بالجزائر العاصمة. وتابع دراسات التوثيق في العاصمة البلجيكية بروكسل، قبل أن يتوجه نحو الميدان العسكري. وبعد تقاعده قام بنشر العديد من المساهمات السياسية في الصحافة الوطنية، وأصدر روايتي "عصافير الليل" (2014)، و"طويل.. هو الدرب" (2018) التي تقص تاريخ الجزائر تحت الاحتلال الاستعماري، ومجموعة من المقالات، صدرت في يناير 2021.