مسرح "محمد توري" بالبليدة
"محفظة التاريخ" لتخليد مظاهرات 11 ديسمبر
- 218
لطيفة داريب
"محفظة التاريخ" هو عنوان المسرحية التي قُّدمت أوّل أمس، بالمسرح البلدي "محمد توري" في البليدة، بمناسبة تخليد الذكرى الخامسة والستين لمظاهرات 11 ديسمبر 1960، من توقيع جمعية "نجوم الإبداع" بإشراف المؤسسة العمومية لترقية الفنون والنشاطات الثقافية والرياضية لبلدية البليدة.
تناول طاقم مسرحية "محفظة التاريخ" التي أخرجها ومثّل فيها محمد شيريفي وكتب نصها إبراهيم مريان، محطة هامة من تاريخ الثورة التحريرية المتمثّلة في مظاهرات 11 ديسمر 1960، حينما عبرّ الجزائريون عن رفضهم القاطع لسياسة ديغول، ومطالبتهم بمبدأ تقرير المصير. البداية في ورشة الخياطة لعمي العربي، استقبل فيها فاطمة خياطة هي الأخرى، لم تستطع مزاولة حرفتها لتعطل آلتها للخياطة، فقرّرت أن تطلب من العربي مساعدتها في خياطة بعض لوازمها، وفي نفس الوقت تسلمه حقيبة، وتطلب منه أن يعطيها لـ«الخاوة" حينما يزورونه.
غادرت فاطمة المحل، وجاء رابح الذي يشتغل عند عمي العربي، حاول أن يفهم ما يدور لكن العربي زجره، وطلب منه الاهتمام بعمله، وأن لا يسأله عن أمور أكبر منه؛ مثل المظاهرات التي اندلعت في مختلف ربوع الوطن، ليظهر الخياط بصورة رجل غير آبه بما يحدث في بلده المستعمَر؛ وكأنه يهتم، فقط، بعمله، لكنّ الحقيقة غير ذلك تماما.
ويطلب عمي العربي من رابح أن يقرأ له الصحيفة التي ابتاعها من الطفل "الطيب" ، فيفعل ويخبره باستشهاد ثلاثة جزائريين في جبل الوحش، وأن المستعمر الفرنسي قد فرض حظرا للتجول في الولاية الرابعة. بعدها أتى سي كمال الى العربي وسّلمه وثائق، وطلب منه أن يسلّمها، بدوره، لسي عمار، في غياب رابح والطيب؛ فهذه الأمور سرّية، ويجب أن لا يكشف أحد أن عمي العربي.. مناضل من الطراز الأول. والتحق بسي كمال ثلاثة مجاهدين يرتدون البرانيس تحت الحايك، للتخفي من أعين العسكر الفرنسي. ويلتقي الجميع في محلّ عمي العربي الذي يسلّمهم الحقيبة التي وضعتها عنده فاطمة، لكنه يندهش حينما يقرر أحد المجاهدين تسليمه المسدس الذي في الحقيبة. ثم يفترق الجميع على أمل تنظيم موعد لاحق في نفس المكان.
يفكر عمي العربي في كيفية تسليمه الوثائق لسي عمار كما طلبت منه القيادة، فيقرّر أن يولي الطفل الطيب هذه المهمة، ويفعل. لكن الطفل لم يعد من هذه المهمة، فيشعر العربي بالقلق الشديد خاصة مع زيارة العسكر له بحثا عن دليل يثبت انخراطه في الثورة، وعن الوثائق السرّية التي بحوزته، لكنهم لا يجدون شيئا، فيغادرون المكان وكلهم وعيد وتهديد لعمي العربي. اجتماع ثان للمجاهدين في محل العربي. وهنا يكتشف رابح الشغيل، الأمر. ويطلب من العربي أن يساعده في تحقيق حلمه، المتمثل في النضال من أجل نيل حرية البلد. يستجيب العربي لهذا الطلب. ويأمر رابح بتقصي أخبار سي عمار، والطفل الطيب، فيفعل. وحينما يعود يخبره أن سي عمار استُشهد، والطفل الطيب مفقود، فيفهم العربي أنّ في الأمر إنّ، وأنّ هناك خائن قريب منه، فيقول لرابح: "سألتحق بسي عمار في الشهادة. اِحذر، هناك خائن في المجموعة، سيقترب منك بعد موتي".
ويستشهد عمي العربي كما خمّن. وبعد خيانته من طرف مجاهد مزيّف كان من بين مريديه، وهو نفس الخائن الذي حاول الاقتراب من رابح الذي حلّ مكان رئيسه في العمل، رابح يتفطّن للأمر، ويعيب على هذا الخائن خيانته، وهو الذي كان يزور العربي رفقة مجاهدين آخرين، فيخبره أنّه يعيش كالسلطان بعدما أصبح في صفّ المحتل الفرنسي، فيجيبه رابح بأنّه مخطئ، وأنّ الشرف والحرية ليس لهما ثمن. ويصوّب رابح مسدسه نحو الخائن. وفي نفس اللحظة يأتي المجاهدون الآخرون الى المحل. لكن اقتحام العسكر الفرنسي المشهد رفقة الطفل الطيب، يوقف كل شيء الى غاية اللحظة التي تقتحم فيها فاطمة الخياطة المكان، وتضرب العدو بالرصاص حاملة معها العلم الجزائري.