صدر منها خمسة عن دار "خيال" للنشر

مثقفون يتحدثون عن ضعف الإقبال على كتب الحراك

مثقفون يتحدثون عن ضعف الإقبال على كتب الحراك
  • القراءات: 1490
❊لطيفة داريب ❊لطيفة داريب

تأسف الكاتب ومدير دار النشر "خيال"، رفيق طيبي، عن الإقبال المحدود للكتب التي نشرها وتناول فيها مؤلفوها الحراك الشعبي، وعددها خمسة، في حين قال الأستاذ ورئيس جمعية الدراسات الفلسفية عمر بوساحة، إنها كتب في أغلبها تفتقد للجدية في الطرح، بينما اعتبرها الناقد الأدبي محمد لمين بحري مناسباتية سيتجاوزها الزمن.

 

رفيق طيبيإقبال محدود على كتب الحراك

قال الكاتب والناشر رفيق طيبي لـ"المساء"، إن دار "خيال" للنشر  وضعت إستراتيجية لمرافقة الحراك الشعبي ثقافيا، من خلال تبنيها مجموعة من الأعمال بلغ عددها خمسة، وهي "الدرجة الصفر للدولة، من العسكرة إلى الكرنفال" لواسيني الأعرج، "يوميات الحراك نحو تحرير الجزائر" لعمر أزراج، "أحب وطني رغم أنفكم" لبوعلام رمضاني، "في ظلال الحراك" لمحمد أرزقي فراد،  وكتاب جامع لنخبة من المقالات لباحثين وكتُاب، أعدته الإعلامية نوارة لحرش بعنوان "الحراك، أسئلة ومآلات"، مضيفا أنها لم تلق الرواج المنتظر، رغم أنها تقارب الحراك من عدة زوايا، فبعضها جاء لاستشراف الأوضاع، وأخرى تحليلية بحتة، وغيرها.

تساءل طيبي عن سبب الإقبال المحدود لها من طرف القراء، فهل هذا راجع إلى الوضعية الاقتصادية للمواطن الجزائري التي أجبرته على قلة اقتناء الكتب، أم أن الأمر يتعلق مباشرة بهذه الكتب التي تناول مؤلفوها الحراك، لأن الجزائري لا يعتبر الحراك قضية ثقافية أو فكرية. كما تساءل عن دور الإعلام الثقافي في الترويج لمثل هذه المواضيع، وتجاهل الأصوات النخبوية التي بإمكانها التأسيس لأرضية حل أزمة البلد، متمنيا في الأخير، تسويقا أفضل لهذه الأعمال خلال السنة الجارية.

عمر بوساحةكتب الحراك تنقصها الجدية والنظرة النقدية

التساؤل عن سبب عزوف الجزائريين عن كتب الحراك، حاول أن يجيب عنه الدكتور ورئيس جمعية الدراسات الفلسفية، عمر بوساحة، الذي قال لـ"المساء"، إنه لم يقتن منها أي كتاب، لأن أغلبها غير جادة وتمثل فقط تسجيلات ليوميات وخواطر، بالتالي هي بعيدة تماما عن العمق، سواء في محاولتها تقديم الحلول أو قراءة نقدية للوضع، لينتقل إلى موضوع دور المثقف في مثل هذا الحراك الذي يدوم منذ فيفري الماضي، وفي سلمية نتباهى بها في العالم.

اعتبر بوساحة أن المثقف أصبح مثل أي شخص يشارك في المسيرة ويردد الأهازيج، ويعزل نفسه إذا تعرض إلى مضايقة من طرف الغوغاء أو السلطة، بينما يجب عليه أن يكون قويا، وأن يكتب مواضيع نقدية تصحح من الحراك، ليتأسف على حراك يسير بدون مؤطر ولا رؤية متفق عليها، حتى أنه لا يحمل شعارا خاصا به، بل ينتظر ما تسفر عنه هتافات الأنصار في الملاعب، ليتخذها شعارا له.

محمد الأمين بحريكتب الحراك ولدت ميتة

في هذا الإطار، كان للدكتور محمد الأمين بحري، رأيه الخاص في الموضوع، فقال لـ"المساء"؛ إن كل ما يكتب حول الحراك، كتابة مناسباتية، وسيتجاوزها الزمن، مضيفا أنه لو كتب كاتب قبل الشهر عن الحراك، سيصبح ما كتبه ميتا، لأن لكل يوم في الحراك مستجداته، لهذا ما يكتب اليوم سيتجاوزه الزمن غدا، مثل خبر تنحي فلان أو سجن فلان أو مشروع فلاني.

في هذا السياق، أكد بحري على فشل مثل هذه الأعمال، وأن أصحابها أرادوا من خلالها ركب الحراك، مضيفا أن الكتابة عن هذا الموضوع يجب أن تحدث على الأقل بعد سنة، مثلما يكتب اليوم عن انتفاضة 1988 بوعي وإدراك، لكن أن تعيش اللحظة وما زالت مستمرة وتكتب عنها اليوم، مهما كنت مثقفا وواعيا، فهذا غير معقول -يضيف بحري- ويواصل حديثه قائلا "لا يمكنك إدراك لحظة الغد، فقد يأتي أمر ينسف كل ما كتبت، مثل قضية القضاة التي لو كتب عنها كاتب، ثم طبع عمله ونشره، لوجد أن كتابه تجاوزه الزمن بعد اصطفاف القضاة في صف معين".

في المقابل، قال بحري، إن الكتب التي صدرت عن الربيع العربي، أصبحت اليوم أضحوكة، ليؤكد أن مصير الكتاب المناسباتي هو الموت، بل إنه يلد ميتا.