عرض «أرخبيل الرمال» للغوتي بن ددوش
مأساة الصوفي الزاهد

- 1776

يعود مشروع فيلم «أرخبيل الرمال» إلى سنة 2007، وتحديدا خلال تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية. احتاج ست سنوات لإنتاجه، ثم أربع سنوات لعرضه بتقنية الحزمة الرقمية، وربما بطل الفيلم الراحل حميد رماس لم يشاهد تألقه في هذا العمل السينماتوغرافي، إذ عُرض سهرة الأربعاء المنصرم بقاعة ابن زيدون بديوان رياض الفتح بالجزائر العاصمة.
يسلط الفيلم الضوء على دور الصوفي والزاهد الشيخ قاسم، الذي أدى دوره الممثل الراحل حميد رماس، في مقاومة الاحتلال الفرنسي، وتلقين أحد الجنود الفرنسيين الذي صار فيما بعد صديقا له؛ ذلك أنه ترك جيشه وعاد لحرفته الأولى، وهي الرسم. ووجد هذا الأخير في منطقة بسكرة نماذج بديعة لنسج لوحاته؛ حيث احتك بقاسم وعلّمه زهد الحياة وغبن الأهالي بسبب بطش الجيش الفرنسي. وتدور أحداث الفيلم في سنة 1939.
تميز فيلم «أرخبيل الرمال» (إنتاج 2013) بحوار مطنب بالشعارات والخطابات المباشرة الفجة. ويبدو بهذا العمل أن السينما التاريخية الجزائرية لم تستطع الخروج من هذه العباءة المرهقة للمتلقي، ولكنه في المجل أحسن بكثير من الأعمال السينمائية المنتجة في الفترة الأخيرة من حيث المتن الدرامي والالتزام بعناصره، غير أن الإيقاع لم يكن متسارعا إلا في العشرين دقيقة الأخيرة، بالإضافة إلى جهد مدير التصوير علال يحياوي، الذي أبدع في التقاط صور جميلة ومشاهد أجمل.
الإضاءة كانت موفقة جدا، بينما تعثر الصوت في بداية الفيلم وخلال فترات منه.
أحسن المخرج في اختيار الممثلين ولاسيما الممثل الراحل حميد رماس، الذي أدى الدور باحترافية عالية، وأخفق في اختيار الممثل ياسين بوجملين، الذي جسّد دور رفيق قاسم، وأداؤه كان فيه الكثير من الزيف.
كتب سيناريو الفيلم مراد بوربون. وأبدى تحكمه في نسج القصة، وأعطى لدور قاسم رصيدا معرفيا في الدين والفلسفة، يتجلى في الحوار بينه وبين صديقه الفرنسي الرسام.
من الجانب الفرنسي وفق الممثل الفرنسي إيمانويل تكسيرو، بينما في فترات كثيرة يغلب على الحوار خطابات مباشرة مملة.
غوتي بن ددوش من مواليد سنة 1936 بمدينة تلمسان، ثم عاش بالجزائر العاصمة؛ حيث استقرت عائلته في 1948. بدأ مشواره صغيرا كممثل في الإذاعة من 1949 إلى 1954 وكان لايزال يزاول دراسته في الثانوي، بعد ثورة التحرير، كان ضمن النواة الأولى في إنشاء المركز الوطني الجزائري.
انطلاق شهر التراث بتلمسان
انطلقت مؤخرا بقلعة المشور في تلمسان، فعاليات شهر التراث تحت شعار «التراث الثقافي، دافع لتنمية الإقليم»، بمساهمة مختلف الجهات المهتمة بالتراث، منها مديرية الثقافة والجامعة وجمعيات علمية وثقافية.
تشارك في التظاهرة الممتدة إلى 18 ماي كل المؤسسات الثقافية من متاحف ودور الثقافة وقصر الثقافة، ولكل منها برنامجها الخاص.
كما سيتضمن البرنامج أياما دراسية وطنية ودولية، إلى جانب معارض وحفلات موسيقية تمثل التراث الجزائري، خاصة تراث منطقة تلمسان.
استهل البرنامج بتنظيم الطبعة الثانية لليوم الدراسي المغاربي حول «تثمين التراث»، نشطه باحثون من جامعات جزائرية ومن المدرسة العليا للهندسة المعمارية بتونس، إلى جانب باحثين من رومانيا وإيران.
من جهتها، سطرت دار التراث لجمعية «الموحدية» لمدينة ندرومة، برنامجا ثريا يتضمن معارض ومحاضرات وأبواب مفتوحة على مختلف المعالم الأثرية والتاريخية، مع تنشيط سهرات فنية أندلسية، للمساهمة في النهوض بالفعل الثقافي والمعرفي والتاريخي في أوساط تلاميذ المدارس الابتدائية، نظمت جمعية «وصال الثقافية» لمدينة الرمشي تظاهرتين ثقافيتين، بالتنسيق مع مديرية التربية، من خلال متحف تاريخي متنقل بمشاركة 36 مدرسة ابتدائية بالرمشي. تهدف هاتين التظاهرتين إلى تعريف التلاميذ بأهمية التاريخ، من خلال عرض قطع نقدية من عهد الدولة الموحدية إلى غاية الآن، وكذا العملة الورقية منذ الاحتلال الفرنسي إلى ما بعد الاستقلال، إلى جانب الطوابع البريدية منذ بدء تداولها على أرض الوطن، وصور قديمة لعدّة ولايات جزائرية وأخرى خاصة بالثورة التحريرية.
ل. عبد الحليم