احتضن مقر وزارة الثقافة والفنون، مؤخرا، لقاءً تشاوريًا جمع مسؤولي القطاع بعدد من صُنّاع السينما من فنانين ومنتجين ومهنيين، خُصّص لبحث سبل تطوير الصناعة السينمائية وتعزيز الإنتاج الفيلمي وترقية الابتكار، لاسيما لدى فئة الشباب.

وشكّل هذا اللقاء، الذي يندرج ضمن سلسلة جلسات تشاورية دورية، فضاءً للنقاش وتبادل الرؤى حول واقع السينما الجزائرية بمختلف أبعادها، حيث تم التطرق إلى ضرورة تطوير منظومة التكوين والإنتاج، وتفعيل شبكات التوزيع، وإعادة الاعتبار لقاعات العرض السينمائي، إلى جانب البحث عن آليات مبتكرة لترقية المنتوج السينمائي الوطني.

كما ركّز المشاركون على أهمية استغلال التكنولوجيات الحديثة والتقنيات الرقمية العصرية، لما لها من دور فعّال في خفض تكاليف الإنتاج وتحسين الجودة الجمالية للأعمال، مع التأكيد على ضرورة دمقرطة الوصول إلى الفن السينمائي، ودعم المحترفين والهواة على حد سواء، من خلال تنشيط النوادي السينمائية وتوسيع روافد الإنتاج، فضلاً عن دراسة تجارب مقارنة لتنويع مصادر التمويل وضمان استدامتها.

وفي السياق ذاته، أولى اللقاء اهتمامًا خاصًا بالشباب المبدع والمنتج، حيث تم التأكيد على أهمية فتح آفاق جديدة لدعم الطاقات الناشئة، عبر برامج موجهة لأصحاب الأفلام الأولى والمنتجين الشباب، بما يسمح بتجديد الدماء داخل المشهد السينمائي الوطني. كما جرى التأكيد على ضرورة تعزيز التكامل بين الإنتاج التلفزيوني والسينمائي باعتبارهما مجالين فنيين متكاملين، مع إبراز الدور المحوري للمؤسسات الناشئة المتخصصة في المؤثرات البصرية الرقمية وتقنيات ما بعد الإنتاج، كرافعة أساسية للنهضة السينمائية المنشودة.

وعرفت الجلسة حضور نخبة من وجوه الفن السابع والخبراء، من بينهم الممثل السينمائي إيدير بن عيبوش، المتوج بجائزة أحسن ممثل إفريقي لسنة 2025، والمخرج رشيد بلحاج، والمخرج وكاتب السيناريو رابح سليماني، إلى جانب المختص في المؤثرات البصرية سامي لاموتي، صاحب مؤسسة ناشئة وعضو من الجالية الوطنية بالخارج، وفاتح رابية، مخرج مساعد ورئيس الجمعية الجزائرية لتقنيي السينما والسمعي البصري. كما شارك في اللقاء ممثلون عن ديوان الوزارة ومستشارون، على أن تتواصل هذه الجلسات خلال الفترة المقبلة لاستكمال بلورة رؤية تشاركية شاملة لتطوير الصناعة السينمائية في الجزائر.