رئيس الوفد السنغالي جيرمان كولي:
لا بدّ من تعزيز التعاون جنوب – جنوب
- 203
نوال جاوت
بمناسبة انطلاق الطبعة الأولى من المهرجان الدولي للفيلم القصير بتيميمون، تم اختيار السنغال كضيف شرف؛ في خطوة تعبّر عن تقدير خاص للدور الريادي الذي اضطلعت به السينما السنغالية في مسار تطور السينما الإفريقية. وفي هذا السياق عبّر رئيس الوفد السنغالي السيد جيرمان كولي، عن انطباعاته، ومعاني هذا التكريم الذي خصّت به الجزائر بلاده.
وقال في مستهل حديثه: "نوجّه خالص الشكر للسلطات الجزائرية، التي منحت السنغال هذا الشرف الكبير كضيف مميز لهذه الدورة. إنه تكريم حقيقي للسينما السنغالية". وأوضح أنّ هذا الاختيار يعود أساساً إلى سببين رئيسيين، أوّلهما أنّ السنغال كانت من الدول الرائدة في تأسيس السينما الإفريقية. وثانيهما أنّها تُعدّ نموذجاً ناجحاً في سياسات تطوير الصناعة السينمائية في إفريقيا جنوب الصحراء.
كما ذكّر بالأسماء السينمائية الكبرى التي صنعت مجد السينما السنغالية والإفريقية على حدّ سواء؛ مثل صمبان عثمان، وبولين صوماني فييرا، وجيبريل ديوب مامبيتي، الذين ساهموا في ترسيخ حضور السينما الإفريقية على الساحة الدولية. وأكّد المتحدّث أنّ وفد بلاده جاء إلى تيميمون بتمثيل متنوع، وغني؛ قال: "لقد جئنا مع صنّاع أفلامنا وأعمالنا، حيث ستُعرض ستة أفلام ضمن فقرة التركيز على السنغال، إلى جانب أفلام أخرى مشاركة في المسابقة الرسمية. كما يشارك عدد من السينمائيين السنغاليين في لجان التحكيم، والموائد المستديرة".
وأشار كولي أيضاً إلى أنّ الجزائر اختارت تكريم المخرجة أنجيل ديبانغ ضمن فعاليات المهرجان، معتبراً ذلك "رمزاً مؤثراً للعلاقات الثقافية المتميزة بين البلدين". وأضاف: "أن تكون السنغال أول ضيف شرف في هذه الطبعة الافتتاحية، فهذا فخر كبير لنا. واسم السنغال سيظل مرتبطاً دائماً بهذه الانطلاقة". كما عبّر المسؤول السنغالي عن اعتزازه بالعلاقات الوثيقة التي تجمع الجزائر والسنغال على المستويين السياسي والثقافي، قائلا: "تربط بين بلدينا وشعبينا علاقات قديمة ومتميّزة، يحرص على تعزيزها اليوم، كلٌّ من الرئيس عبد المجيد تبون، والرئيس باسيرو ديوماي فاي". وأضاف أنّ وزير الثقافة والصناعة التقليدية والسياحة السنغالي كان يرغب في الحضور بالجزائر، لتوقيع اتفاقية تعاون في مجال الإنتاج المشترك السينمائي مع نظيره الجزائري، غير أنّ التزاماته الكثيرة حالت دون ذلك، ففوّض الوفد الحالي لتمثيل السنغال في هذا الحدث المرموق.
وعن اختيار مدينة تيميمون البعيدة عن المراكز الحضرية الكبرى، كمقر للمهرجان، قال المتحدث: "إنها فكرة ممتازة أن نخرج من مناطق الراحة، وأن نتجه إلى أماكن أكثر إلهاماً. فالسينما تحتاج إلى فضاءات طبيعية، وأجواء أصيلة تُحفّز الإبداع". وأشاد بجهود الجزائر في تنظيم هذا المهرجان بإمكانيات محلية، مؤكداً أنّ ذلك "دليل على أنّ صناعة السينما الإفريقية ممكنة عندما تتوفر الإرادة". كما دعا إلى تعزيز التعاون جنوب – جنوب في المجال الثقافي والسينمائي قائلاً: "يجب أن نبقى متّحدين كأفارقة، ونطوّر مشاريعنا المشتركة. أحيّي الجزائر على ديناميكيتها الجديدة في دعم السينما الوطنية".
وفي ختام حديثه شدّد ممثل الوفد السنغالي على أهمية الفيلم القصير في مسار تكوين المواهب الشابة. وقال: "الفيلم القصير هو القاعدة الأساسية لأي فيلم، ولأي مسيرة فنية، ولظهور الطاقات الإبداعية الجديدة ". وختم: "أنا سعيد جداً بوجودي هنا عند بوابة الصحراء. إنها المرة الأولى التي أرى فيها الصحراء الجزائرية، وهي تجربة إنسانية لا تُنسى".