إصدار جديد عن المجمع الجزائري للغة العربية

" لأساليب العربية المعاصرة ذات الأصول الإنجليزية والفرنسية" لشعيب حبيلة

" لأساليب العربية المعاصرة ذات الأصول الإنجليزية والفرنسية" لشعيب حبيلة
  • 122
لطيفة داريب لطيفة داريب

أصدر المجمع الجزائري للغة العربية، مؤخرا، كتابا علميا جديدا بعنوان "الأساليب العربية المعاصرة ذات الأصول الإنجليزية والفرنسية، دراسة ومعجم"، من تأليف الدكتور شعيب حبيلة، الذي حظي بتقدير كبير، حيث فاز بالجائزة الأولى للمجمع الجزائري للغة العربية لسنة 2024، نظرًا لتميزه العلمي والمنهجي.

يتناول الكتاب ظاهرة تسرب الأساليب والتراكيب الأجنبية إلى العربية الحديثة، ليس فقط من خلال الترجمة، بل عن طريق المحاكاة والاستعمال الإعلامي والإداري والشعبي، ويحتوي على قسمين رئيسيين، خصص الأول منهما لعرض مقدماتٍ نظرية ضرورية في قضية التأثيل وسؤال المنهج، وفي قصور الوعي المعجمي، فضلا عن مبحث في العبارات والأساليب المشتركة بين العربية والإنجليزية والفرنسية، ومبحث في العبارات والأساليب الإنجليزية والفرنسية المقترضة من طريق العاميات، وثالث في التأثيل وتصويب الأخطاء الواقعة في المخطوطات العربية القديمة. 

كما يشتمل الفصل الأول، على تفصيل لأدبيات الدراسة وللدراسات السابقة عند كل من الشيخ عبدالقادر بن مصطفى وجاروسلاف ستيتكيفيتش وإبراهيم السامرائي؛ ليختتم بمبحث في الأساليب الفرنسية المقترضة من الإنجليزية. وتضمن الفصل الثاني من الكتاب، وهو أكثره، معجما تطبيقيا يشتمل على ألف وتسعة مداخل عربية، مع مكافئاتها الإنجليزية والفرنسية، وقد اشتملت المواد المعجمية المفصلة، حسب أبواب المعجم، على تعليقاتٍ وشروح وتوثيق من مدونات عربية وأخرى أجنبية.

يندرج هذا الإصدار ضمن سلسلة النشاطات العلمية، التي يشرف عليها المجمع الجزائري للغة العربية، الذي يسعى، وفقًا لرئيسه الدكتور الشريف مريبعي، إلى تحفيز البحث الجاد واستعادة مكانة العربية في بيئتها الأكاديمية والثقافية. في حين يمثل هذا الكتاب، إضافة نوعية إلى المكتبة العربية، ومرجعا مهما في تتبع تحولات الأساليب والتعبير في العربية الحديثة، تحت تأثير اللغات الأجنبية. وهو في الوقت نفسه، دعوة واعية إلى مساءلة هذا التحول وقراءته في سياق ثقافي ولساني أوسع.

للإشارة، الدكتور شعيب حبيلة، أستاذ محاضر بجامعة جيجل، حاصل على دكتوراه في المعجمية العربية، وماستر في اللغة العربية والدراسات القرآنية من جامعة "الأمير عبد القادر" للعلوم الإسلامية. من أبرز أعماله السابقة "تحقيق (نزهة اللبيب في محاسن الحبيب)" (2019) و«وهم المجاز القرآني، مساهمة جديدة في تفسير مشكل القرآن الكريم" (2021). 

وقد جرى تكريم المؤلف الفائز بالجائزة، خلال فعاليات المؤتمر السنوي الأول للمجمع، المصادف لليوم العالمي للغة العربية، حيث تسلم درع المجمع وشهادة تقديرية، إضافة إلى مبلغ 500 ألف دينار جزائري. علما أنه تم بالمناسبة، حجب الجائزتين الثانية والثالثة. وفي تقريرها، وصفت لجنة التحكيم الكتاب بأنه "عمل بحثي نوعي، يُعبر عن نضج أكاديمي ووعي نقدي نادر في الحقل المعجمي العربي، يزاوج بين الاجتهاد النظري والتطبيق المعجمي الرصين."

في إطار آخر، صدر للمجمع الجزائري للغة العربية أيضا، سلسلة جديدة بعنوان "أروقة العلوم"، اختير عنوان عددها الأول بـ«الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته"، وهو بمثابة مقالات حديثة، ترجمها أعضاء لجنة الترجمة للمجمع عن اللغتين الإنجليزية والفرنسية، الأساتذة عمر لحسن وصالح خنور، وشاركهم في ذلك، الخبير رامي بووذن والأستاذة سهيلة مريبعي، برئاسة الأستاذة سعيدة كحيل. يقع الكتاب في نحو 350 صفحة، ويحتوي على عشر مقالات علمية، كتبها كبار المختصين في مجال الذكاء الاصطناعي، وتتناول تطبيقات أدوات الذكاء الاصطناعي في ميادين متعددة، منها العمل والطب والترجمة وغيرها.