المجلس الأعلى للغة العربية يطلق عناوين جديدة على "النت"
كتب في الفقه والسيرة، والقصص النبوي في الصدارة

- 816

سُجل ألف كتاب في المكتبة الرقمية التي يقوم فريق المجلس الأعلى للغة العربية بإنجازها، منذ بداية الحجر الصحي، مما يعني أن المحنة تحولت إلى منحة يستفيد منها جمهور القراء والباحثين.
يواجه العالم أجمع خلال هذه الفترة فيروس "كورونا"، الذي أصبح موضوع الساعة، وسبب ذعرا كبيرا في العالم، لاتساع رقعته الجغرافية وظهور كل يوم تقريبا إصابات جديدة، مما أدى إلى اتخاذ العديد من الدول جراء هذا الوباء، الكثير من الإجراءات الحاسمة للحفاظ على حياة مواطنيها، ومنها تعليق الحضور إلى مقرات العمل في كافة الجهات الحكومية والخاصة، وبناء على هذه الإجراءات، التي تضمنت المكتبات بغلق مبانيها أثناء فترة مواجهة هذه الأزمة، لكن هل تأثرت المكتبات وهل توقفت خدماتها؟
لقد اجتهدت بعض من المكتبات، منها مكتبة المجلس الأعلى للغة العربية، في تقديم خدماتها بشكل إلكتروني، حسب ما يتناسب مع الإمكانيات المتاحة، مع برمجة الخدمات الرقمية، بتوفير الكتب الإلكترونية، وأطلق المجلس عدة كتب مهمة في التراث الإسلامي والفقه والشريعة لكبار العلماء والمختصين في اللغة واللسانيات وغيرها، وكان منها كتاب هام جدا صادر بالمملكة السعودية، بعنوان "القصص في الحديث النبوي ـ دراسة فنية وموضوعية" للدكتور محمد بن حسن الزير، أستاذ الأدب بجامعة الإمام بن سعود الإسلامية.
يشير صاحبه إلى أن الحدث في القصة النبوية هو روحها، وقد اعتنى الرسول صلى الله عليه وسلم بالحدث، لأهميته في بناء القصة من ناحية، وأهمية الحدث نفسه في البيئة العربية، وما له من تأثير في المتلقين، كما أن الحوار عنصر مهم في بناء القصة النبوية، وينتشر في معظمها، وهو يبرز من خلال المواقف، وله عدة وظائف، حيث يساهم في رسم الشخصية وتطور الأحداث وتعميقها، كما يساعد على تصوير مواقف معينة، ويخفف من رتابة السرد، ويكشف أحيانا مغزى القصة، إلى جانب ما يضيفه على القصة من واقعية.
يتميز الحديث النبوي ـ حسب الكاتب ـ إلى 3 أنواع، القصة الواقعية للرسول الأعظم، منها تجارب ذاتية وقعت له، وأخرى وقعت في المنام، القصة التمثيلية التي يسوقها لتوضيح قضايا كلية أو حقائق ذهنية مجردة، والقصة الغيبية وتنقسم إلى القصة التاريخية، وتعرض في سياق أدبي يصور الحدث التاريخي في صياغة فنية مؤثرة، قصص المستقبل منها أحداث آخر الزمان، والبعث واليوم الآخر، وقصص عالم الغيب وتتحدث عن أمور غيبية تحدث في الواقع ولا يراها الإنسان.
الرسول الكريم يلتزم الأسلوب الفني في حديثه الشريف الذي يحقق لبيانه الجمال والتأثير، ويوجهنا بطريق غير مباشر إلى أهمية الالتزام بالشروط الفنية والأساليب البلاغية، والعناية بمقومات البناء الفني الفاعل في نفوس المتلقين.
للإشارة، محمد بن حسن الزير من مواليد سنة 1953 بالرياض، أستاذ جامعي وكاتب وباحث، وأحد أبرز أدباء المملكة العربية السعودية المعاصرين، حصل على الشهادة الجامعية في تخصص اللغة العربية من كلية اللغة العربية في جامعة "الإمام محمد بن سعود الإسلامية" عام 1974م، وعين معيدا في نفس الكلية التي تخرج فيها في العام نفسه، ثم ابتعث إلى جمهورية مصر العربية لمواصلة دراسته العليا في جامعة القاهرة في أواخر عام 1974م، فحصل على درجة الماجستير عام 1978م من قسم اللغة العربية وآدابها، بكلية الآداب في جامعة القاهرة، ثم حصل على درجة الدكتوراه من القسم نفسه عام 1982م. عمل أستاذا في الأدب العربي، ترقى إلى أستاذ مشارك عام 1992م، ثم أستاذ سنة 2005 م. كما تولى العديد من المهام القيادية والمناصب، ومنها عميد شؤون المكتبات بجامعة "الإمام محمد بن سعود الإسلامية"، عميد كلية اللغة العربية بالرياض، واختير ملحقا ثقافيا في القاهرة، ثم أصبح مديرا للمعهد العربي الإسلامي في طوكيو، كما أنه عضو في الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات، وفي رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وعضو في الجمعية العلمية السعودية للغة العربية.
ألقى عدة محاضرات داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، شارك في تحكيم عدد من البحوث العلمية، له اهتمامات بالموضوعات الوطنية، إلى جانب الأدبية، من مؤلفاته "القصص في الحديث النبوي: دراسة فنية وموضوعية"، "الحياة والموت في الشعر النبوي، مختارات من القصص النبوي"، "السيرة النبوية في أدبيات الشيخ أبي الحسن الندوي" و"المفهوم الشامل لمصطلح الأدب الإسلامي"، وغيرها من عشرات الكتب والمجلدات والمقالات.