الكاتب بريجة عبد الحميد لـ "المساء":

كتابتي عن مدينتي تنيرة واجبٌ وضرورة

كتابتي عن مدينتي تنيرة واجبٌ وضرورة
  • 879
لطيفة داريب لطيفة داريب

اتصلت "المساء" بالكاتب بريجة عبد الحميد بمناسبة صدور كتابه الجديد الموسوم بـ«تنيرة.. الحصن من 212م إلى 1945م"، عن دار بيت الأفكار، وهذا بعدما صدرت له سابقا، ثلاثة كتب في القصة القصيرة والخاطرة، وهي: " سراديب قرطبة القاتمة"، و«مدينة الزهراء"، و«كرافانسراي"، وأجرت معه هذا الحوار القصير.

حدثنا عن رحلة البحث عن المعلومات لإنجاز كتابك حول مدينتك تنيرة؟

❊❊ أولا، شكرا لإعطائي هذه الفرصة الجميلة. البحث كان شاقا جدا، وممتعا؛ لأنه يهدف إلى إبراز تاريخ وتراث وإمكانيات مدينتي تنيرة للعلن، بعد معاناتها من التهميش رغم ما لها من تاريخ زاخر؛ فهي حامية رومانية في شمال إفريقيا، ولها نفس تاريخ تيمقاد وشرشال والحاميات الأخرى. كما إنها عاصمة العرب الهلاليين، والعاصمة الخلفية للأمير عبد القادر، ومدينة الماء والفخار النادر.

وبالمقابل، كتابي الذي يقع في سبعين صفحة، تناولت فيه كما ذكرت آنفا، تاريخ مدينتي تنيرة، التي تقع جنوب سيدي بلعباس، وهذا منذ الحقبة الرومانية، حينما كانت حصنا في الطريق الحدودي لموريتانيا القيصرية، مرورا بحقبة الأمير عبد القادر، الذي اتخذ منها عاصمة خلفية بعد أن تم قطع طريقه بين تلمسان ومعسكر. كما تطرقت لمرحلة الحكم العثماني، حينما أقاموا فيها "كرافانسراي" (فندق القوافل)؛ مما يدل على موقعها الممتاز.

هل كتابتك عن مدينتك ناجمة عن شعورك بالمسؤولية تجاهها؟

❊❊ طبعا؛ المسؤولية كانت كبيرة. أنا وبكل تواضع، أول من كتب عن التاريخ العريق لتنيرة؛ لهذا قمت بجمع المعلومات اللازمة لكتابة هذا المؤلف. كما أتمنى أن يصدر كتاب آخر، وهذه المرة يتناول فيه المؤلف تاريخ تنيرة في الفترة الممتدة من 1945 إلى 1954.

المسؤولية نشعر بها أيضا من خلال أهمية الكتابة في التاريخ، والتأكيد على عراقة تنيرة في الماضي، وحتى في الحاضر.

  إذن أنت تؤمن بأهمية توثيق التاريخ المحلي؟

❊❊ طبعا أؤمن بأهمية التوثيق والترجمة، خصوصا أن معظم المراجع التي كتبت في تاريخ تنيرة، كانت إما من طرف مؤرخين فرنسيين أو ألمان.

أعتقد أن عائق اللغة يُعد حاجزا أمام العديد من الشباب، للكتابة عن التاريخ.

من كتابة القصص إلى كتابة التاريخ، كيف حققت هذه الخطوة؟

❊❊ هي تجربة أخرى؛ فقد كتبت وتجولت بين أحضان القصة القصيرة والخاطرة، ومن ثم انتقلت إلى كتابة التاريخ بفعل ضرورة هذه الخطوة، والشعور بالمسؤولية؛ فأنا ابن تنيرة، وأفتخر بذلك. لقد وُلدت فيها، وترعرعت، وتعلمت فيها، وأستنشق هواءها بكل سعادة. هي، حقا، مدينة جميلة، تتصل غابتها بجبلها بدون أن أنسى وادها الذي يقسمها إلى نصفين؛ كيف لا أفتخر بمدينتي الجميلة وقد كانت المكان الذي ارتاح فيه الأمير عبد القادر لسنوات، تاركا خلفه آثارا، متمثلة في مطحنة، وورشتين للأسلحة. كما كان سكان تنيرة أول من بايعوه بدون شروط؛ إذ أعلنوا تمردهم على  المستعمر، الذي أراد فصل الأمير عن أبناء عمومته من العرب.

هل ستشارك بإصدارك الجديد في الصالون الدولي للكتاب بالجزائر؟

❊❊ نعم سأشارك، إن شاء الله، في الصالون الدولي للكتاب في الجزائر العاصمة، تحت شعار دار النشر التي أتعامل معها" "بيت الأفكار"؛ حيث سيكون لي ركن، ألتقي فيه بالقراء والأصدقاء والأحباب، في جلسة للبيع بالإهداء.

هل من إصدار جديد في الأفق؟

❊❊ الإصدار القادم سيتناول هجرة قبائل الحميان من وسط الجزائر إلى الغرب؛ بفعل دعوة ملك يغموراسن لهم للاحتماء بهم من أعدائه.

كلمة أخيرة؟

❊❊ أن تُصدر مؤلفات مسؤولية كبيرة، خاصة في بلادنا، التي أصبحت تشجع الكُتاب والكتب من خلال تواجد عدد كبير من المكتبات، ودُور المطالعة، وحتى الجمعيات التي تنشط في هذا الدور، وكذا التلفزيون والإذاعات؛ من خلال استقبال الكُتاب عرض مؤلفاتهم.

شكرا لكل من دعم ويدعم المبدع في مجال الكتابة... في الفن والأدب والتاريخ.