المخرج محمد الزاوي لـ "المساء":

قريبا فيلم عن بالي و"آخر الكلام" وصية وطار

قريبا فيلم عن  بالي و"آخر الكلام" وصية وطار
  • 868
لطيفة داريب لطيفة داريب

أشار المخرج محمد الزاوي ل"المساء" إلى أنّه سيعكف قريبا على تركيب فيلم وثائقي جديد حول الفنان الراحل عثمان بالي، لينطلق مباشرة في إخراج فيلم آخر عن مناضلة جزائرية من أصل أوروبي وقفت في وجه المستعمر الفرنسي وناصرت القضية الجزائرية. بالمقابل، ظفر المخرج محمد الزاوي عن فيلمه الوثائقي "آخر الكلام"، بالمرتبة الأولى في الطبعة الثالثة لأيام الفيلم القصير والوثائقي بمستغانم، مناصفة مع الفيلم القصير "نقطة تلاشي" للمخرج مهدي لعبيدي، وفي هذا السياق، عاد الزاوي مع "المساء" إلى محطات تصوير هذا الفيلم الذي يتناول شهادة الروائي الكبير الطاهر وطار قبل وفاته بشهرين، حيث قال إنه زاره حينما كان في المستشفى بفرنسا، ولكنه لامه لأنه لم يكرر الزيارة مثل الكثيرين.

وأضاف الزاوي إنه دعا وطار إلى بيته بفرنسا بعد أن خرج من المستشفى بسبب استعصاء شفائه، ومكث ببيته مدة عشرة أيام، حيث حكى أمام عدسة الزاوي، عن نفسه وطفولته وكل شجونه وأفراحه بعفوية لا متناهية وهو يستمع إلى مطربيه المفضلين مثل بقار حدة وعيسى الجرموني، فكانت لحظات لا تنسى وأياما خالدة في مذكرة محمد الذي أبى إلا أن يقاسمها مع كل محبي أدب هذا الروائي الكبير من خلال ترجمتها إلى فيلم وثائقي أحرز العديد من الجوائز ومن بينها جائزة "النخلة الذهبية" بمهرجان الإسكندرية. واستعان الزاوي في عمله هذا بشهادة العديد من الشخصيات من بينها واسيني الأعرج، جمال الغيطاني، السعيد بوطاجين، وإبراهيم صنع الله الذي أكّد أنّ وطار رفقة توفيق الحكيم ونجيب محفوظ، أسّسوا الرواية العربية. وأكّد المتحدّث أنّه اهتم بفيلم "آخر الكلام" من الألف إلى الياء ومن دون مساعدة أحد، كما موّل فيلمه لوحده أيضا، ليشير إلى أنّ وطار كان يحكي عن نفسه في استراحة المحارب أي انه كان مستلقيا على أريكة ويتحدّث بكلّ أريحية ليكشف عن نقاط ظلت مخفية على القراء ومحبيه.

وانتقل الزاوي للحديث عن بداياته في عالم الفيلم الوثائقي والتي كانت بفيلم "عائد إلى مونلوك"، حيث اصطحب المجاهد مصطفى بودينة إلى السجن الذي حبس فيه بفرنسا والذي تحوّل إلى متحف، وهناك صوّر موقفه وشعوره وهو يعود إلى الزنزانة التي سجن فيها قبل خمسين سنة. ولم يشأ الزاوي أن يرافق الفيلم بأي تعليق لأن المشاهد كانت تنبض بالكلام الصامت والشعور الفياض، بيد أنه استعان بشهادات شخصيات مهمة مثل وزير الخارجية الفرنسية الأسبق رولون دومان وكذا علي هارون من فيدرالية فرنسا وغيرهما. وقال المتحدث إنه سمع بزيارة بودينة إلى ليون الفرنسية بدعوة من جمعية، فمكان له إلا أن استغل هذه الزيارة وأنجز أول فيلم وثائقي عن هذه الشخصية الفذة، ليضيف أنّ السجن الذي قضى فيه عمرا لا يستهان به، تحول إلى متحف خاص بعد أن شهد مقتل أكثر من 600 فرنسي على أيدي النازيين، ولكنه لم يعترف بالضحايا الجزائريين وهو ما شهده المخرج حينما تحدث مدير المتحف السجن إلى بودينة.

وظفر الزاوي بفيلمه "عائد إلى مونلوك" بعدة جوائز من بينها جائزة "الخنجر الذهبي" بسلطة عمان، وكذا عدة جوائز محلية، لينتقل المخرج إلى الحديث عن التمويل حيث قام بتمويل فيلمّيه لكنه مجبر على الاستعانة بتمويل خارجي لانجاز مشاريعه المتبقية مثل الفيلم الوثائقي حول الفنان الراحل عثمان بالي الذي سجل معه في بريطانيا. وبهذا، يؤكد محمد الزاوي قوة الإرادة والموهبة في تحقيق الأحلام، فقد بدأ مشواره في عالم الصحافة حيث كان مراسلا لجريدة "المساء" بعنابة، كما كان مراسلا لعدة قنوات أجنبية، لينتقل إلى عالم التركيب والإخراج، كما ساعده في ذلك والده الذي أهداه جهاز فيديو وهنا بدأت المغامرة التي تحولت إلى مهنة.