تميّزت الجزائر في تونس من خلال فيلم "فاشهدوا" الذي أنجزه أطفال روضة "أطلس سكول" بعنابة، حيث فاز، مساء أول أمس، بجائزة أفضل بناء درامي في الدورة الثانية من مهرجان "أوسكار المُسعف الصغير"، وهو مهرجان دولي مخصص للأفلام القصيرة التربوية.

يروي هذا الفيلم القصير قصة طفل صغير، يكتشف المعنى العميق لحب الوطن من خلال مراقبته تصرفات والده اليومية. وقد نال السيناريو الذي كتبته الكاتبة الجزائرية هاجر حملوي، إعجاب لجنة التحكيم؛ لما يتميز به من رمزية بسيطة، ورسالة قوية. وقد جرى إنجاز هذا المشروع تحت إشراف مديرة الروضة، راضية فارفار، ليجسّد أهمية غرس القيم الوطنية في نفوس الأطفال منذ الصغر.

أما الفيلم التونسي "لحية جدّي" الذي أُنجز من قبل مدرسة "مرايا سكول" في تونس، فقد تُوّج بجائزة "أوسكار أفضل فيلم مدرسي".  ويتناول هذا العمل بذكاء فني كبير، موضوعا حساسا تمثل في التحرش الجنسي بالأطفال، عبر سرد ذكي، ورمز طفولي، يتمثل في حلوى بسيطة. ومن أبرز لحظات هذه الدورة كان عرض الفيلم التحية "القدس"، الذي قدّمه أطفال "أطلس سكول" تضامنا مع أطفال فلسطين. وقد أثار هذا العرض الختامي مشاعر قوية في نفوس الحاضرين.

وحملت الدورة الثانية من المهرجان شعار "الطفولة وطن... ترجمة القول إلى فعل" . وجمعت أكثر من 400 طفل من تونس والجزائر تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و14 سنة، أدّوا الأدوار الرئيسة في الأفلام المشاركة. كما فُرش السجاد الأحمر وسط شارع الحبيب بورقيبة؛ لاستقبال هؤلاء الفنانين الصغار الذين حظوا باحتفاء كبير.

وفي تصريح لها، أكدت رئيسة جمعية المُسعف الصغير ومديرة المهرجان هدى بدوي، أن الأفلام المشاركة طرحت قضايا اجتماعية حساسة؛ مثل التشرد، والانقطاع المبكر عن الدراسة، والهجرة غير النظامية. وتهدف في ذات الوقت إلى ترسيخ حب الوطن، واحترام الهوية الوطنية، والتعريف بالموروث الثقافي، إلى جانب التوعية بالإسعافات الأولية.

وأضافت السيدة بدوي أن هذه المبادرة تُعدّ سابقة ليس فقط في تونس، بل في العالم العربي، وربما على مستوى العالم. وقد لاقت إشادة من عدة خبراء في مجال السينما. أما لجنة التحكيم فقد ضمت مختصين من تونس والجزائر والعراق ومصر ولبنان. وكان على رأسها الممثل التونسي صلاح مصدق، بمشاركة الصحفي الجزائري سليمان رفاس رئيس تحرير يومية "أخبار الشرق".