من الكلمة إلى الصورة

فيانسو يرسم جسور الإبداع السينمائي

فيانسو يرسم جسور الإبداع السينمائي
مغني الراب والممثل والمنتج الفرنسي من أصل جزائري "فيانسو" (سفيان زرماني)
  • 160
تيميمون: نوال جاوت تيميمون: نوال جاوت

في أجواء ساحرة عند غروب الشمس وعلى شرفة فندق "قورارة" المقابلة للعرق الغربي الكبير في تيميمون، احتضنت الدورة الأولى للمهرجان الدولي للفيلم القصير، ماستر كلاس استثنائية قدّمها مغني الراب والممثل والمنتج الفرنسي من أصل جزائري "فيانسو" (سفيان زرماني)،  بعنوان "من الكلمة المصقولة إلى الإنتاج السينمائي".

شارك في الجلسة نحو عشرة شباب من صانعي السينما وعشّاق الفن السابع، حيث استعرض فيانسو مسيرته الفنية، وأسلوبه في الكتابة، وانتقاله من الموسيقى الحضرية إلى السينما، موضحًا كيف يمكن للكلمة أن تتحوّل إلى مشروع بصري مؤثر. وشدّد على أهمية تيميمون كمكان رمزي يجمع الإبداع، الصورة، والسرد، داعيًا المشاركين إلى استثمار الفرص التي يقدمها المشهد الثقافي الجزائري، مبرزًا الدور الحيوي للتكوين والإبداع ونقل المعرفة.

كما تطرق إلى الدور المحوري للمنتج في صناعة الفيلم، مشجّعًا الشباب على العمل مع محترفين لدعم مشاريعهم في كلّ مراحل تطويرها. واختتم اللقاء بحوار حيوي حول التمويل، التوزيع، وتحديات الإبداع السينمائي، في جو مفعم بالطاقة والكرم الجنوبي. قدّم فيانسو نموذجًا حيًا عن كيفية تحويل الكلمة، سواء كانت شعرية، سردية أو سياسية، إلى أعمال بصرية مؤثرة، مسلطًا الضوء على الجسر الذي يربط بين الموسيقى والسينما، وبين الأداء الفني والإنتاج السينمائي، ليصبح صوتًا سينمائيًا جديدًا يعكس الهوية والواقع الثقافي للشباب.

ولد فيانسو عام 1986 في سان دوني شمال باريس، وبدأ مسيرته في الراب قبل أن يتحوّل تدريجيًا نحو السينما، ليصبح أحد أبرز وجوه السينما الفرنسية المعاصرة. شارك في أعمال مهمة مثل "الأرض الأم(2015)"، و«تحت التأثير (2022)"، و«أجرة الخوف (2024)"، و«بارباس، الجزائر الصغيرة (2024)"، حيث يعكس في أعماله الهوية والثقافة الجزائرية في فرنسا ويقدّم صورة صادقة عن واقع الشباب في الضواحي بعيدًا عن التنميط.إلى جانب التمثيل، يسعى فيانسو لدعم المواهب الشابة في الجزائر والمغرب العربي، من خلال مبادرات مثل منحة "زرماني" لصانعي الأفلام الشباب، مؤكّدًا التزامه بتطوير المشهد السينمائي وتقديم أدوار تحمل قضايا اجتماعية وإنسانية عميقة.