مهرجان الزرقاء للمونودراما بالأردن

فوز "ميرا" بجائزتي أفضل نص مسرحي وأفضل أداء نسائي

فوز "ميرا" بجائزتي أفضل نص مسرحي وأفضل أداء نسائي
  • 864
ل. د ل. د

ظفرت مسرحية "ميرا" لمؤلفها ومخرجها هشام بوسهلة، بجائزتي أفضل نص مسرحي، وأفضل أداء نسائي (جناتي سعاد)، خلال مشاركتها في مهرجان الزرقاء للمونودراما بالأردن، الذي ترأسته الفنانة القديرة عبير عيسى، واختُتمت فعالياته أول أمس.

حينما يتزوج الإبداع بالحب تَنتج أعمال قيّمة، تستحق نيل جوائز محلية، وحتى دولية. وهي حال الزوجين هشام بوسهلة وسعاد جناتي، اللذين تحصلا بعملهما "ميرا"، على جائزتي أفضل نص مسرحي للأول، وأفضل أداء نسائي للثانية.

وبالمناسبة، سعد محبو المسرح الجزائري بهذا التتويج، لتتهاطل التبريكات على الصفحتين الرسمتين للثنائي المبدع في فايسبوك. وفي هذا كتبت كيراش انتصار: "نجاحكما مستحق. وأنا من أشد المعجبين بكما؛ لأنكما تصنعان فنا يخاطب الجميع، ليس غارقا في المحلية، وحتى إن صعب على المتلقي فهم لغة الحوار، هناك ما يعوض؛ قدرات الممثل، ولغة الجسد، والصوت (طبقاته)، وتعابير الوجه، كلها نجدها عند سعاد، لقد شاهدت عروض "ميرا"، و«لالونا"، و«موعد كون"؛ حقا سعاد تمتلك كل قدرات الممثل".

أما بلالية ياسير فقد كتب: "تعاونية مسرح موزاييك - سيدي بلعباس تفتكّ جائزتين بمهرجان الزرقاء الدولي للمونودراما في طبعته التأسيسية بالمملكة الأردنية. ألف مليون مبروك لفريق هذا العمل العالمي، الذي جاب أغلب قارات الكوكب (خاصة أستراليا وأمريكا)، وتحصّل على جائزتين دوليتين إضافيتين، ترصعان صدر العرض. مبروك للثنائي المتألق آل بوسهلة".

وبالمقابل، شاركت مسرحية "ميرا" في هذا المهرجان بدعم من وزارة الثقافة والفنون، ومساهمة المسرح الجهوي لسيدي بلعباس. وتبدأ أحداث المسرحية بدخول فتاة اسمها ميرا، منصة المسرح حاملة معها صندوقا كبيرا، تبيع من خلاله دمى للأطفال، بالإضافة إلى صندوق صغير في شكل مقعد تحمله على ظهرها. تضع الشابة الصندوق الكبير على يمين الخشبة، ثم تشرع في المناداة لبيع الدمى، وسط إضاءة متحركة، وإيقاع موسيقي سريع.

وميرا يتيمة الوالدين تبلغ من العمر 28 سنة، ربتها إحدى قريباتها. أحبت بيع الدمى؛ لأنها قريبة من عالم الأطفال من باب البراءة ونقاء السريرة، إلا أن بفعل مخلفات التغيرات السياسية التي مست العديد من الدول العربية والتي أغرقتها في الاستبداد والقهر، تتعرض ميرا لانتهاكات نفسية وجسدية، بسبب قصاصة ورق صغيرة غير واضحة كتبها لها طفل أسيء تفسيرها؛ لأنها بدت كرموز تحمل بصمات جهة مناوئة، وجملا مثل: "ما بقى سوق ولا متسوقين"، "الغابة احترقت"، "المدينة تحطمت".

كل من شاهد العرض أُعجب كثيرا بأداء الفنانة سعاد، التي قدمت أكثر من شخصية مثل "الطفل ميمو، الجدة، العم العجاجبي، المحقق رجل السلطة، المتطرف، الضفدع، الخنزير، الدجاجة"، بالإضافة إلى الشخصية الرئيسة "ميرا".

وتمكنت سعاد من أداء كل هذه الأدوار بأداء صوتي وحركي مختلف رغم وجود سمات مشتركة بينها، وهذا وفق الرؤية الإخراجية لزوجها بوسهلة، التي اعتمدت على التبسيط، والجدية في الطرح في آن واحد. كما وُفق المخرج في توظيف سينوغرافيا ملائمة لموضوع العرض. ونفس الأمر في اعتماده على مؤثرات صوتية، وإضاءة متحركة ملائمة لموضوع العرض. ونفس الشيء بالنسبة للملابس، وعناصر الديكور، والدمى ذات الدلالات المختلفة.