كشفت عن مشروع إخراج جزائري -ـ سوري قريباً
فواخرجي تبعث "رسائل الكرز"

- 1733

تضمّن الفيلم الروائي الطويل "رسائل الكرز" للمخرجة سلاف فواخرجي، رسائل عديدة، منها ما جاءت خطابية مباشرة، وأخرى رمزية يمكن إسقاطها بسهولة على مواضيع الارتباط بالأرض الأم، والحب الصادق، بتتبّع قصة عشق مجنونة بين فتاة وفتى من منطقة الجولان، لم تكتمل بسبب الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، ثم يلتقيان بعد انكسارات وخيبات لكن لما بلغا من العمر عتيّا وكانت "رسائل الكرز" وسيطا بينهما على مدار عقود من الزمن.
عُرض الفيلم السوري "رسائل الكرز" أوّل أمس بالمسرح الجهوي "عز الدين مجوبي"، ضمن تواصل مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، وسط حضور جمهور غفير. وتناول العمل قصة حبّ حزينة، جمعت الشاب "علاء" بفتاته "سما"؛ إذ يتعاهدان تحت شجرة كرز على الزواج. ولم ينس علاء حلم أبيه المتوفى بتحرير فلسطين، لكن سرعان ما تندلع حربا أخرى؛ حيث احتل الجيش الإسرائيلي الجولان الواقعة جنوب سوريا.
ويسلّط الفيلم الضوء على احتلال منطقة الجولان، معرّجا على العلاقة المتينة بين السوريين والفلسطينيين وحلم الاستقلال، ولكنه يعطي صورة قاسية بنهاية صعبة للثنائي علاء وسما، اللذين رفضا الارتباط خارج المكان الموعود، تحت شجرة الكرز وهضبة الجولان حرة. واستعانت المخرجة بالمشاهد المسرحية في البناء الدرامي لقصة الفيلم، وتعمّدت ذلك لمنح البعد الملحمي لقضية الأرض، ودعّمته بموسيقى من التراث السوري، وموسيقى كلاسيكية مدة الفيلم، فيما كان الحوار مقتضبا، فضلا عن استعمال مشاهد مباشرة أشبه بمنابر خطابية، أدى الممثلون منها أدوارهم بكثير من الشاعرية، عكست الوفاء للقومية العربية، خاصة في تلك الفترة.
وفي لقاء مع الصحافة عقب نهاية العرض، قالت النجمة السورية سلاف فواخرجي، إنّ تجربتها الإخراجية الأولى هي محض حالة حسية، ونفت أن تكون قد انتقلت إلى مهنة الإخراج، موضّحة أنّها حاولت من خلال فيلمها "رسائل الكرز"، أن توجّه السوريين إلى قضيتهم الأولى، التي يحاول بعض الأطراف شغله عنها. وأضافت أنّ عودتها إلى تاريخ احتلال هضبة الجولان هي تذكير بجزء مهم من تاريخ بلدها وجغرافيته غير المكتملة في ظلّ الاحتلال.
وأوضحت المتحدّثة أنّها تعمّدت العمل على رسم نوع من التقاطع بين الرمزية والخطابية، رغم تغليبها صوت الموسيقى على الحوار، ذلك أنّ الشعب العربي هو شعب سماعي، يمكنه أن يقبل الموسيقى "بطلا" في العمل السينمائي، وهو ما جعلها توظّف الموروث الفني الموسيقي لمنطقة الجولان، وثرائها الطبيعي ضمن لوحات ومشاهد الفيلم؛ بهدف التعريف بثقافة المنطقة. وكشفت سلاف فواخرجي أنّ وجودها في عنابة ليس للمشاركة في المسابقة، وإنّما للحديث عن مشروع إنتاج مشترك جزائري سوري تقوم بإخراجه، ورفضت المتحدثة الكشف عن تفاصيله إلى غاية ترسيم الشراكة بين الأطراف المعنية بهذا التعاون.