"جيجل عبر التاريخ"

فسحة افتراضية في زمن الحجر الصحي

فسحة افتراضية في زمن الحجر الصحي
  • القراءات: 1265
ق. ث ق. ث

يجدر بمحبي السفر عبر التاريخ واستحضار لحظات زمنية نادرة يتقاسمون من خلالها ذكريات وجلسات حميمية مع من عايشوا حقبة زمنية بجيجل، الولوج إلى المعرض الافتراضي الذي بادرت به جمعية "جيجل العتيقة" من خلال صور وشهادات نادرة.

يوفر المعرض الافتراضي الموسوم بـ "جيجل عبر التاريخ"، مادة دسمة تتضمن تاريخ المدينة، وآثارها وشخصياتها وأماكنها العمومية وحتى عادات وتقاليد الأجداد؛ من حفلات وأعراس وأطباق وطرق تحضيرها.

وفي حديث خص به وأج، قال جمال الدين حاجي رئيس جمعية "جيجل العتيقة" الجهة المبادرة بهذا المعرض الافتراضي، إن المعرض "سفر عبر الزمن، ويضم عدة محاور تخص المدينة وسكانها"، وأن الفكرة جاءت في هذا الوقت بالذات من الحجر الصحي الجزئي، لتكون "فسحة عبر الزمن للجيل الجديد، لاكتشاف تاريخ وعادات الأجداد من جهة، كما أنها فرصة للجيل السابق لاسترجاع الحنين وتقاسم ذكريات غابرة من جهة ثانية".

وأهم ما يميز هذا المعرض الافتراضي اليومي المفتوح عبر صفحة "فايسبوك" إضافة إلى الاطلاع على ما يتم نشره، إعطاء الفرصة لزواره؛ بنشر وثائق وأرشيف صور المدينة النادرة التي بحوزتهم أو لأي شيء يرمز لها، والسماح بمشاركتها مع كل من يلج هذا المعرض الافتراضي، الذي لاقى إقبالا زاد عن ألفي (2000) مواطن في فترة وجيزة.

وإذا كانت معظم المنشورات لاقت تفاعلات كثيرة من خلال إشارات الإعجاب والمشاركة، فإن منشورات أخرى كانت مليئة بالحميمية والذكريات السعيدة، بعد أن وجد البعض صدفة صور أقاربهم وذويهم ممن صنعوا تاريخ جيجل في مختلف المجالات.

فنقرأ في تعليق للسيدة لولا لعيساوي في محور "المديرون السابقون للمدارس الابتدائية"، قولها: "اشتغلت مع السيد بيروك عبد القادر، مدير المدرسة الابتدائية بوبزاري المكي، رحمه الله، وأحتفظ له بصورة المربي الذي لا مثيل له (...) لقد كان لوحده مدرسة (...) اعتمدت في حياتي المهنية وحتى الشخصية، على توجيهاته، واتبعت خطواته وخطوات والدي".

ويقول حاجي إنه يتم كل يوم نشر موضوع مدعم ما بين أربع وثماني صور قديمة يعود تاريخها إلى الفترة الممتدة بين 1856 و1980، جزء منها كان بحوزة الجمعية، وآخر تم استخراجه بعد عدة بحوث من الإنترنت، وجزء ثالث ساهمت به مجموعة من المواطنين الذين "قاسمونا أرشيفهم المنزلي".

وبالنسبة للمواضيع التي يتم نشرها دوريا حول كل ما يخص جيجل في ميادين الثقافة والسياحة والرياضة والصناعة والصيد البحري وغيرها، قال حاجي: "إنها اجتهاد شخصي من خلال كتابي الذي ألفته سنة 2012 بعنوان ‘’نصب تذكاري لمدينة جيجل"، فضلا عن اقتباس بعض المعلومات من كتب ألفها فرنسيون وكذا من عند بعض المهتمين بالتاريخ.

كما يتضمن المعرض موضوعا آخر عن الكشافة الإسلامية الجزائرية، وأول فوج لها تأسس بجيجل في سنة 1936 بقيادة شابوني الطيب المدعو براهم، وآخر عن الفرق الرياضية على غرار النادي الرياضي الجيجلي الذي تأسس عام 1911 برئاسة برتيا، وفريق الإقبال الرياضي الجيجلي الذي تأسس في 1921 من طرف عمر بن يحيى، والشباب الرياضي الجيجلي (jsd) الذي تأسس في 1936 برئاسة فرقاني محمد.

ولم تهمل المنشورات الموروث الثقافي الذي عرفته المدينة في زمن غير بعيد، على غرار الفرق الأندلسية بقيادة كامل مشطر (الكندي)، وفرق الغايطة أو الزرنة الموروثة عن الحقبة العثمانية، ومن أهم ممارسيها محمد خلاف وحسين عزون، والتي نشطت العديد من الأعراس والحفلات العائلية.

كما شمل المعرض أهم البنايات والساحات العمومية والأماكن، على غرار المنار الكبير "رأس العافية"، ومقر البلدية والسوق المغطى والمدينة العتيقة "إجلجيلي" والمستشفى العسكري والمدينة الأثرية بحي "الرابطة".