المجاهد رابح مشحود:

فرنسا الاستعمارية لا تكرّم إلاّ من يخدمها بتفان

فرنسا الاستعمارية لا تكرّم إلاّ من يخدمها بتفان
  • 1624
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

قصف المجاهد والدبلوماسي السباق رابح مشحود بالثقيل، الكاتبة فريال فيرون حفيدة الباشاغا القايد بوعزيز بن قانة، مؤلّفة كتاب "سي بوعزيز آخر ملوك الزيبان"، وذلك خلال تدخّله في أشغال الملتقى الدولي الحادي عشر حول الحركة الطلابية الجزائرية والمسألة الوطنية الذي احتضنته جامعة "20 أوت 55" بسكيكدة، حين قال إنّ فرنسا الاستعمارية لا تقدّم الأوسمة والتكريمات والتشريفات إلاّ لمن يقدّم خدماته لها بتفان، داعيا المؤرخين والمهتمين بالتاريخ الوطني لأن يقولوا الحقيقة حتى وإن كانت مرّة؛ "لأنّ مرارة قول الحق" ـ كما أضاف ـ "أفضل من الخيانة".

وخلال الكلمة التي ألقاها أمام طلبة جامعة سكيكدة دعا إلى ضرورة إعادة كتابة تاريخ الحركة الطلابية الجزائرية كما هو، وذلك من أجل إنصاف من تمّ تهميشهم، خاصة الطلبة الزيتونيين الذين اعتبرهم من المساهمين الأوائل في التحضير للثورة، ودليله في ذلك أنّ عددا كبيرا منهم انضموا إلى صفوفها منذ الساعات الأولى من اندلاع ثورة نوفمبر الخالدة، بل هناك حتى من استشهد، كما أضاف، مؤكّّدا بالوثائق أنّ جلّ المحافظين السياسيين كانوا من الزيتونيين (نسبة إلى جامع الزيتونة بتونس) ومن القرويين (نسبة إلى جامع القيروان بالمملكة المغربية) ومن الكتّانيين ومعهد عبد الحميد بن باديس بقسنطينة.

وحسب المجاهد رابح مشحود فإنّ العديد من النقاط والجوانب التي تخصّ الثورة الجزائرية ماتزال مجهولة بما في ذلك جمعية الطلبة الجزائريين الزيتونيين، التي قال بأنّ العديد يجهلون تاريخ تأسيسها بالرغم من أنّها كانت فيما بعد واجهة الحركة الوطنية التي ترأّسها الشاذلي المكي وعبد الحميد مهري، وكان المجاهد المتحدث مسؤول تنظيمها السري بحكم انتمائه للمنظمة السرية.

للإشارة، نفى، عند افتتاح أشغال هذا الملتقى الدولي، السيد رابح مشحود أن يكون تاريخ 19 ماي 1956 تاريخ التحاق الطلبة الجزائريين بصفوف الثورة، لأن الطلبة الزيتونيين هم من حضّروا للثورة قبل اندلاعها وانخرطوا في صفوفها منذ الساعات الأولى منها.