منجزات المجلس الأعلى للغة العربية في السداسي الأوّل
فتح منصة "كشاف مجلة أول نوفمبر" وإتاحتها عالميا

- 206

إحياء منه لذكرى عيد الاستقلال، احتفى المجلس الأعلى للغة العربية، أمس، بمنجزاته للسداسي الأوّل من 2025، تأتي في مقدّمتها فتح منصة "كشّاف مجلة أول نوفمبر" ضمن موقعه الإلكتروني. كما تمّ بالمناسبة عرض نشاطاته القادمة، علاوة على إمضائه اتفاقية تعاون مع مؤسسة تسيير حديقة التجارب الحامة.
أعلن البروفيسور صالح بلعيد، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، خلال الاحتفاء، عن فتح منصة كشاف مجلة أول نوفمبر ضمن الموقع الالكتروني للمجلس، كي تصبح منصة عالمية متاحة للجميع، مضيفا أنّ هذه المنصة التي تجاوزت مقالاتها 3500 في 200 عدد، عرفت النور عام 1972 في رحاب المنظمة الوطنية للمجاهدين.
وتابع أنّه "يمكن ابتداء من اليوم، البحث عن كلّ مقال أو كاتبه في المنصة"، في حين تحدّث أيضا عن إصدار المجلس لمعجم الثقافة الجزائرية في طبعته المترجمة من العربية إلى الإنكليزية بقلم عمار قواسمية ومن العربية إلى الفرنسية بتوقيع محب الدين صادق. وفي هذا السياق أمضى المجلس الأعلى للغة العربية اتفاقية مع مؤسّسة تسيير حديقة التجارب الحامة لإضفاء عناصر تتعلق بهذه الأخيرة في الطبعة الثالثة لمعجم الثقافة الجزائرية.
بالمقابل، اعتبر المتحدّث أنّ "ما قدّمه المجلس خدمة للغة العربية، قليل جدا أمام تضحيات الشهداء والمجاهدين لكي ننعم بالاستقلال"، مردفا: "لولاهم لما نعمنا بالحرية"، ليدعو كلّ من ضحى لأجل إسقاط المستدمر بالارتياح لأن الجزائر الجديدة قائمة، وأضاف أنه "سعيد لوجود لغتين متكاملتين(العربية والأمازيغية) في بلدنا". أما العمل الأخير للمجلس في هذه السنة، فهو "الرصيد الوظيفي لمرحلة التعليم الابتدائي" الذي يشمل المفردات المدرسية لمرحلة التعليم الابتدائي، بغية توحيد لغة التلميذ.
كما أعلن بلعيد عن نشاطات المجلس المقبلة، مثل تنظيمه لجائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة العربية والاحتفاء بشهر اللغة العربية في الفترة الممتدة من 15 نوفمبر الى 15 ديسمبر.
وتم بالمناسبة، تقديم فيديو توضيحي عن منصة "كشّاف مجلة أول نوفمبر" من طرف الأستاذة سهام موساوي التي كشفت عن ضمّ المنصة لـ 3571 مقال في 200 عدد لمجلة أول نوفمبر والتي أصدرتها المنظمة الوطنية لمجاهدين، وقد تم تصنيفها وفق ضوابط معينة، مثل العنوان واسم المؤلف وهذا بهدف حفظ موروثنا الثقافي والتاريخي الجديد.
من جهته، تحدّث الأستاذ محب الدين صادق عن ترجمته لمعجم الثقافة الجزائرية إلى اللغة الفرنسية، مشيرا إلى اختياره لثلاثة محاور من بين 11 محورا في المعجم وهي: الأديان والمعتقدات، اللغات واللجان، والأقاليم والعمران، مؤّكدا أنّ اختياره لها لم يكن اعتباطيا بل بغرض تقديم صورة أوّلية مركبة عن التعدد في الجزائر من حيث البنى الإنسانية والتوزيع الديمغرافي المجالي والمنظومة القيمية الرمزية.
أما المترجم عمار قواسمية فذكّر صعوبة إيجاد مفردات باللغة الإنجليزية للكلمات التي تستعمل في الجزائر نظرا لخصوصيتنا الثقافية، مضيفا أنّه استعان بالذكاء الاصطناعي في ترجمة المعجم من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية، توفق في بعضها وفشل في بعضها الأخر ليؤكّد حاجة الذكاء الاصطناعي للتدخل البشري نظرا للخصوصية الثقافية لكلّ مجتمع.
كما تم في هذه الفعالية أيضا، تقديم مؤلّف الرصيد اللغوي الوظيفي لمرحلة التعليم الابتدائي من طرف الأستاذتين جوهر مودر وجويدة معبود. ويشمل هذا الكتاب المفردات المدرسية لمرحلة التعليم الابتدائي، وقام الباحثون بإجراء دراسة وصفية تحليلية للمنهاج المدرسي لكلّ من الجزائر وتونس والأردن والإمارات.
وقدّموا الألفاظ المفردة المشتركة لمضامين الكتاب المدرسي الذي يُهدف منه توحيد لغة التلميذ. كما اعتمدوا على 22 مجالا مع التركيز على مجال القيّم الوطنية بالألفاظ التي تعزّز الشعور بالانتماء الى الوطن والارتباط العميق به والرغبة في خدمته وتعزيز حب الشهداء والوفاء لتضحياتهم في سبيل الوطن والاقتداء بهم في خدمته.