الكاتبة سليمة مليزي تقدم "غزة تراتيل النصر"
عودة لأدب المقاومة والصمود
- 247
استضاف موعد "أربعاء الكلمة" بفضاء بشير منتوري، أول أمس، الكاتبة سليمة مليزي التي قدمت كتابها "غزة تراتيل النصر" الذي حقق انتشارا عربيا واسعا، إذ يعد شاهد عصر يوثق للحرب التي تشن ضد الشعب الفلسطيني ، كما يعتبر إدانة من المثقفين والمبدعين والإعلاميين العرب للمحتل وهو أيضا عودة قوية لأدب المقاومة.
أشارت فوزية لارادي في كلمتها الترحيبية أن الكثير من الكتب عن فلسطين صدرت بالجزائر بعد السابع من أكتوبر باللغة العربية والأمازيغية والفرنسية منددة بما يجري وناقلة لآلام الفلسطينيين وآمالهم في غد حر ومشرق، كذلك كان الحال مع الكثير من النصوص الصادرة في بعض البلدان العربية كنوع من الدعم والتأريخ لهذه الأحداث، وقد استحضرت المتحدثة دور الكتابة في التوثيق ومستشهدة بالأشعار التي وثقت معارك التحرير ضد الاحتلال الاسباني ببلادنا، متمنية أن يتحول ال7 أكتوبر لانتصار يحتفل به كما احتفل بانتصار نوفمبر.
توقفت الكاتبة مليزي عند الفكرة التي كانت وراء هذا الكتاب مؤكدة أنها ولدت خلال برنامج بث في الإذاعة الوطنية في 30 أكتوبر2023 حينها أطلقت نداءها لكل المثقفين والكتاب العرب للمساهمة في هذا المشروع فجاءت الاستجابة من هؤلاء بكتابات مفعمة بروح المقاومة تباينت بين السرد الواقعي ومقالات أدبية وفكرية وتقارير صحفية، وقصص قصيرة (كانت الغالبة) تتناول كلها حرب الإبادة والدمار في فلسطين وتثمن في ذات الوقت صمود شعبها. قالت الكاتبة إن هذا الكتاب شارك فيه أكثر من80 أديبا وإعلاميا فمن الجزائر شارك كل من الروائي عبد العزيز غرمول، ومراد بوكرزازة، وبوداود عميّر، وجمال فوغالي، وفاطمة الزهراء بولعراس، وكذا فيصل جلول من لبنان، والروائية عائشة بنور، وعقيل هاشم من العراق، ومحمد حسين وشوقية عروق وعصري فياض من فلسطين علما أن الكاتبة قالت أن الكثير من الفلسطينيين شاركوا خاصة من اللذين يعيشون في الشتات، والروائي مجدولين الرفاعي وايمان الدرع من سوريا، وحياة الريس من تونس، والدكتور ادريس جرادات من الخليل بفلسطين والكثير من غيرهم.
أكدت المتحدثة أن طبعة فلسطينية تصدر بإشراف الدكتور إدريس جرادات رئيس مؤسسة سنابل للتراث بالخليل في فلسطين، كما ستصدر طبعة أخرى بمصر بالتعاون مع مؤسسة الأهرام.
بالنسبة لسليمة مليزي فشاركت بقصة "خبز تحت الحصار" كتبته في 2014 حين حصار غزة ونالت به جائزة دولية في ليبيا، ثم صدر في كتاب جماعي بمصر اختير عنوان قصتها ليكون عنوانه. سألت "المساء" الكاتبة مليزي عن غلاف الكتاب الذي كان صورة فوتوغرافية عوض صورة مرسومة فردت أن ذلك كان مقصودا لتكون الصورة حية تبرز المعاناة وابتسامة الأطفال فيها جلية رغم الأهوال ، أما عن اختيار النصوص وتقديمها فقالت أن كل النصوص المنشورة كانت بنفس الحجم والمساحة دون أي تحيز، مضيفة أن الإهداء كان لروح الكاتب الشهيد غسان الكنفاني. في تدخله ثمن الروائي عبد العزيز غرمول (زوج الكاتبة مليزي) النصوص المنشورة (شارك بنصه "رسول المطر")، متوقفا عند حال الكتابة اليوم وما تعانيه في مشهدنا الثقافي العربي من تتفيه وانحدار وتسطيح.
بدوره تحدث الدكتور عاشور فني عن مساهمة دور النشر في القضايا الثقافية بعد طغيان البعد التجاري الربحي في مجال النشر، والاكتفاء بالتهافت على المسابقات والجوائز التي ترعاها جهات تكرس ما هو سائد وتكبح أي فعل ثقافي مبدع وجاد ومقاوم.