في معرض ضم 20 صورة
عن "السبيبة".. آمال دكار تحلم بالأبيض والأسود
- 302
لطيفة داريب
تَعلّق قلب الفنانة المصورة الفوتوغرافية آمال دكار، بالاحتفال التقليدي السنوي "السبيبة"، فحضرت المناسبة ثلاث مرات متتالية. وفي كل عام تنظم معرضا للصور متعلقة بجانت. فالمعرض الأول خصصته آمال لجانت في حد ذاتها. والمعرض الثاني للبدو الرحّل، ومن ثم ارتأت أن يكون معرضها الثالث خصيصا لـ"السبيبة".
قالت الفنانة آمال دكار لـ "المساء" إن معرضها المقام حاليا بمكتبة علامات (القصبة) تحت عنوان: "السبيبة...روح وذاكرة"، يضم أكثر من عشرين صورة التقطتها بالألوان، وحولّتها الى صور بالأبيض والأسود ما عدا صورتين، مضيفة أن صور الأبيض والأسود تدفعك الى التفكير والتخيّل، في حين أن الألوان تكشف موضوع الصورة بكل تفاصيلها، لهذا فهي تعشق عرض الصور بالأبيض والأسود، وتفضله.
وبخصوص الصورتين المحتفظتين بألوانهما قالت آمال إن الصورة الأولى لزوجين شابين من جانت، يرتديان لباسا تقليديا، تظهر عليهما الفخامة والرقيّ. فالمرأة مبتسمة، وفخورة بحليّها المميّز. والرجل بالكاد تظهر عيناه، ممسكا بوشاح ملوّن. وقد أرادت الفنانة أن تكون هذه الصورة في حجم كبير. كما ترمز الى تمّسك الشباب بالتقاليد المحلية.
أما الصورة الملوّنة الثانية فهي عن محارب يرقص في السبيبة، حاملا سيفا في يد، ووشاحا في يد أخرى. وفي هذا قالت آمال: "السبيبة تقليد مستمر منذ أزيد من 3000سنة. وهو يعبّر عن مرحلة سلم بين القبائل، وتحديدا بين قبيلتي أزلواز والميهان. ويصادف كل سنة اليوم العاشر من محرم؛ أي يوم عاشوراء. وفي هذا الاحتفاء يمسك الرجل المحارب بسيف في جزئه الحاد، ووشاح في يد أخرى؛ دليلا على السلم".
ودققت آمال في تفاصيل احتفال السبيبة المصنف في اليونسكو، فأبرزت الحدث في حد ذاته، وكذا التقاليد المتعلقة به، واللباس المستعمَل، والحلي، والأغاني والعزف. فالفنانة كانت المصورة الوحيدة التي دخلت ساحة العرض في آخر احتفال للسبيبة، لتكون قريبة من الفضاء الذي احتضنه بشكل كبير، ما مّكنها من ترجمته في صور معبرّة فعلا عن هذا التقليد العريق. ومن بين الصور المعروضة بمكتبة علامات الواقعة بالقصبة، نجد صورة امرأة ترقية تحمل من الجاذبية الكثير، خاصة حينما تُظهر الحليّ التي تضعها على ذراعها.
لوحة أخرى لامرأة ترقية مبتسمة عنونتها الفنانة بـ "ابتسامة مضيئة"، بالإضافة الى صور عديدة عن نساء جانت الجميلات، الرفيعات، والفخورات بتقاليدهن، والعازمات على الحفاظ على ما يميز منطقتهن الساحرة. بعضهن يشاركن في احتفال السبيبة من خلال التصفيق، والغناء، والعزف. وأخريات يساهمن عبر لباسهن، وحليهن. كما خصصت آمال بعض الصور للأطفال؛ مثل صورة تُظهر طفلة تضع وشاحا على رأسها؛ استعدادا لبداية الحفل. وطفل يرتدي لباس الحكماء. وآخر بلباس المحاربين؛ تأكيد على استمرارية التقاليد في المنطقة.
وبالمقابل، التقطت الفنانة صورة رجل حكيم من قبيلة أزلواز أو ميهان، يعلن عن ابتداء احتفالية السبيبة. وفي صورة أخرى نجد رجلا يرتدي اللباس الترقي، ويمسك، هو الآخر، بسيف ووشاح من دون المشاركة في السبيبة. وللمرأة، أيضا، مكانة كبيرة في معرض آمال. وفي هذا قالت: “هناك أسطورتان حول السبيبة، من بينهما أسطورة تقول إن امراة أعلنت عن ميثاق السلم بين الطبيعة والإنسان، وخرجت لتعلن ذلك عن طريق العزف على آلة الطانغا؛ أي الطبل".
ونجد، أيضا، في المعرض صورة أخرى لنساء يتقاسمن في ما بينهن الضحكات والحكايا. وصور أخرى أبرزت فيها آمال عيون بنات وأبناء جانت؛ فالفنانة متحمسة في تصوير العيون التي تختزن الحياة، ولا تكذب أبدا. وتعرض الفنانة، أيضا في هذه الفعالية التي تستمر الى غاية الثالث من جانفي المقبل، مجموعة من الصور، بعضها عن اللوحات التي تم عرضها في المعرض بالألوان. وأخرى عن مناظر طبيعية من جانت، التي سحرت آمال، وتحولت الى موضوع لمعارضها.