عُرضت شرفيّا بعاصمة الثقافة العربية

عشاق المسرح يستمتعون بـ "صوفونيسبا"

عشاق المسرح يستمتعون بـ "صوفونيسبا"
  • القراءات: 1094
شبيلة. ح شبيلة. ح

استمتع عشاق المسرح، على مدار ثلاثة أيام متتالية، بالعرض الكوريغرافي "صوفونيسبا" الذي احتضنه مسرح قسنطينة الجهوي وأنتجه المسرح الوطني الجزائري محيي الدين بشطارزي، ضمن مشاركتها في تظاهرة عاصمة الثقافة العربية 2015، وانتشى الجمهور القسنطيني بالعرض الراقص الذي أخرجه سليمان حابس، ووضع السينوغرافيا زعيتر إبراهيم الخليل.

العرض المسرحي، حسب الجمهور وبعض النقاد ممن حضروا العروض، يُعد تجربة فريدة من نوعها من حيث المعالجة الدرامية والأداء وكذا اللوحات الراقصة، والتي استعان فيها مخرج العمل سليمان حابس بـ 12 راقصا شابا لا تتجاوز أعمارهم 22 سنة، تفنّنوا في أداء لوحات استعراضية مميزة، تحكي كل واحدة منها قصة معيّنة من الحب إلى الفراق، لتنشب الحرب من أجل استعادة المجد الضائع، ولتنتهي في آخر المطاف بالموت، فيعم الظلام.

أما عن أطوار المسرحية فقد شملت فترة من عهد نوميديا، تم تسليط الضوء على أعظم القادة آنذاك؛ سيفاقس وماسينيسا وقصة صوفونيسبا، هذه الشخصية الذكية جدا غير أنها لم تكن معروفة جدا آنذاك حتى الكتب والمؤلفات، حسب المخرج، لم تذكرها كثيرا؛ ما جعل المخرج يعتمد على الأبحاث من أجل جمع بعض المعلومات عن الشخصية المحورية. وكانت بداية العرض بلوحة راقصة، جمعت بين راقص وراقصة تفننوا في أداء حركات كوريغرافية متناغمة، جمعت في مجملها مشاعر الحب الفياضة والشوق واللهفة التي تنتهي بالفراق من أجل الحرب لاستعادة الحكم، وبين اللوحة والأخرى يدخل الراوي ليسرد بعض الأحداث.

مخرج المسرحية أكد عن العمل المسرحي أن جل الروايات والقصص التي يتناولها الكتّاب والمؤلفون عبر التاريخ، ليست بالصحيحة في الشكل والمضمون، حيث إن كلاًّ يرى الأمور من زاويته الخاصة، ويحاول الإجابة عن أسئلة تاريخية عديدة: من أَحب من؟ ومن حكم من؟ ومن قتل من؟.. هذه أسئلة كثيرة نود طرحها، ونجتهد في الوصول إلى بعض حقائقها من خلال امرأة طالما كانت محور نزاعات وحروب بين دول وإمبراطوريات، مشيرا إلى أن عرضه المسرحي والذي كان عبارة عن عرض كوريغرافي راقص، استغرق ساعة من الزمن، بذل فيه الراقص مجهودا إضافيا وغير عادي، حيث تم إعطاء البعد الكوريغرافي لهذه الحقبة التاريخية بلون آخر، خاصة أن الموسيقى كانت مناسبة لهذا العرض، وحملت الطابع العالمي؛ فهي مبتدعة وتشرف على المستقبل، كما إن الملابس كانت مناسبة لتلك الفترة التاريخية بلمسة وألوان جميلة.