التلفزيون يستحضر وجوها غائبة
عرفان لمن ميزوا رمضانيات الجزائريين

- 671

استحضر التلفزيون الجزائري خلال هذا الشهر الفضيل، بعض الأسماء التي غابت عن الشاشة الصغيرة، ليعيد بث بعض أعمالها، كنوع من العرفان لما قدمته طيلة مشوارها، واحتراما لجمهورها الوفي الذي ظل يذكرها رغم الغياب.
من ضمن الأعمال المعروضة، سكاتشات الفنان الكبير صالح أوقروت (صويلح)، الذي تعود الجزائريون متابعة أعماله الرمضانية كل موسم، منذ زمن التسعينيات، وكان يدخل البهجة على العائلات الجزائرية التي تجتمع حول أعماله الهادفة، ليعود المشاهد هذه الأيام إلى بعض سكاتشاته القديمة، منها "ضحكة وعبرة" مع رفيقه الفنان كمال بوعكاز، حيث في كل حلقة يتناولان ظاهرة اجتماعية ما في قالب فكاهي، يفضح بعض الممارسات السلبية سواء داخل العائلة أو في الشارع أو حتى في أماكن العمل، وتمتاز هذه السلسلة الرمضانية ذات الإمكانيات المتواضعة، بقوة الحوار والأداء وبتسلسل الأحداث، وصولا إلى نهاية الحلقة، التي غالبا ما تكون إدانة مباشرة لهذه الآفات، التي ما زال بعضها ينخر كيان مجتمعنا، ما جعل هذا العمل وغيره يعيش ويطلب من الجمهور.
كان الفنان يقول في عدة مناسبات، إنه يفتخر بهذه الأعمال القديمة له، لأنه بها كسب جمهوره وجعله يحبه، ويرى أن الحوار وحده لا يكفي لنجاح العمل الفني وإضحاك الجزائريين، بل أيضا تعابير الوجه وغيرها، مبرزا دور النقد في العمل الفني وأيضا أهمية التكوين، قائلا إن "الجمهور لا يقبل التهريج وفقط".
من الوجوه التلفزيونية أيضا التي ارتبط بها الجمهور، الراحل الأستاذ عيسى ميقاري، عضو اللجنة الوزارية لشؤون الفتوى في الجزائر، الذي غاب عن الشاشة منذ وفاته في سنة 2020. فعيسى ميقاري كان دائم الظهور عبر التلفزيون الجزائري والقنوات الفضائية والإذاعية، من خلال الجلسات الدينية وحتى الحصص المنوعة واستطاع، رحمه الله، أن يعطي للرسالة الدينية أبعادا أخرى في شتى مناحي الحياة، منها الاجتماعية وما فيها من اهتمامات ويوميات الجزائريين بلغة وخطاب موضوعي هادئ ورزين.
للإشارة، فقد قدم عيسى ميقاري برنامج "فضاء الجمعة" على التلفزيون الجزائري لعدة أعوام متواصلة، بالتزامن مع وظيفته في اللجنة الوزارية للفتوى. وظهر الشيخ في السنوات الماضية، بالبرامج الدينية، لا سيما خلال شهر رمضان الفضيل، واختص الراحل في الأحاديث النبوية الشريفة، وعمل على تفسيرها وشرحها، وخلال مسيرته قدم العديد من اللقاءات التلفزيونية مع كبار العلماء ومع ضيوف الجزائر، علما أن كل تلك اللقاءات الدينية في التلفزيون الجزائري، كانت تحظى بنسبة متابعة ومشاهدة عالية، ما زاد في شعبية الراحل ميقاري. كما اهتم الراحل بالصغار من خلال "رياض الأطفال"، لتقريب الدين من جيل الغد على المنهاج الصحيح وبطريقة مبسطة.