"المفتاح" لزياني شريف عياد

عرض محمّل بالقضية ومثقل بالخطاب

عرض محمّل بالقضية ومثقل بالخطاب
  • 306
دليلة مالك دليلة مالك

قدم مسرح بجاية الجهوي "عبد المالك بوقرموح" إنتاجه الجديد الموسوم بـ«المفتاح" للمخرج زياني شريف عياد، ونص لمحمد بورحلة، أوّل أمس، بالمسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزي"، والعمل عبارة عن عرض حال متعارف عليه لما يحدث من إبادة في غزة الجريحة، بأسلوب خطابي مباشر، غابت فيه الجماليات سواء على مستوى القصة أو من حيث الشكل السينوغرافي المقترح على الجمهور.

عرض الحال لما يقع في غزة، هو صراحة موضوع حدث، ولا يزال يحدث بل نعيشه كل يوم، لذلك لم تستطع المسرحية أن تأخذ من النص وجهة نظر، أو نقد أو تعليق، لكلّ هذه الأحداث إلاّ سردها وكأنّ المتلقي يقرأ جريدة أو يشاهد نشرة أخبار طويلة (مدة العرض أكثر من 80 دقيقة)، إلى حدّ الملل، وعلى إثره غابت الفرجة المتوقّعة. تدور أحداث المسرحية في مكان ما، في الواقع هوية المسرحية غير واضحة، عن فرانسواز (تونس آيت علي) التي تقيم حفلا بمناسبة إصدار كتابها الجديد، ويحضره ضيفان، الأوّل "دافيد" (جلال دراوي)، الذي يمثّل اليهودي الصهيوني، والثاني "مراد" (بلال بلمداني)، الذي يمثّل العرب، وأثناء اللقاء تنتصر فرانسواز لمراد، لأنه صاحب حق، وبرنارد زوج فرانسواز (رضا تخريست) للصهيوني "دافيد" لأنّ مصالحا تجمعهما.

هذا اللقاء الذي تميّز بالخطابات والشعارات المباشرة، لم يرحل بالجمهور إلى عالم الفرجة، ذلك أنّ النص بدا ضعيفا، وكأنّه يمكن إطلاق عليه مسرح مستعجل، أو استعجالي، فالوقائع الدامية مازالت قائمة في غزة. كما أن الممثلين لم يكونوا في موعدهم، ربما بسبب غياب من يديرهم على الخشبة. السينوغرافيا لزين العابدين خطاب هي الأخرى لم تكن لتحقق الهدف، أو على الأقل أن تجسد وظيفتها الدرامية، وليس الجمالية فقط، ففكرة اعتماد العمل على شاشة عملاقة لم تكن بالجودة المنشودة، كما أن توزيع الديكور والأكسسوار على الخشبة لم يكن موفقا، وغطى جوانبا من الشاشة الكبيرة في الخلف، ما يخلق حالة من الإزعاج لدى المتلقي.

حاول الفنان الموسيقي سلسبيل بغدادي أن يدعم المسرحية بعزفه على عدد من الآلات، ولكن للأسف لم تكن مواتية تماما خاصة أن أغلبها كان في نفس الوقت مع حوارات الممثلين. واللافت في موضوع المسرحية، الذي عنوانه "المفتاح"، الذي يرمز إلى مفتاح العودة بعد أحداث نكبة 1948، لم يتم تناوله في العمل، ما عدا الصور التي تم بثها في أخر المسرحية، ورافقه خطابات واشعار، يفترض ان تكون للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش.