يروي فصول التعذيب الوحشي إبان الثورة التحريرية
عرض شرفي لوثائقي "صهاريج الموت" ببومرداس

- 944

احتضنت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بمدينة بومرداس، مؤخرا، العرض الشرفي للفيلم الوثائقي "صهاريج الموت"، الذي يروي تفاصيل التعذيب بمركز التعذيب والاستنطاق "حوش غوتيي"، تضمن عرض شهادات حية لمجاهدين عذبوا هناك.
"صهاريج الموت" للمخرج توفيق شربال"، عرض في سياق الاحتفالات المخلدة لذكرى استرجاع السيادة الوطنية، ويوثق بالصوت والصورة، فظائع المستدمر الفرنسي الذي أباد البشر والشجر، فقط لأن الشعب الجزائري انتفض ضده في الفاتح نوفمبر 1954، مطالبا بالحرية والاستقلال.
الوثائقي يروي في 20 دقيقة، تفاصيل تعذيب أبناء الشعب ممن احتضنوا ثورتهم، وضحوا من أجل نصرة المجاهدين حتى تحيا الجزائر حرة مستقلة. استهل الفيلم بعرض مدخل بلدية سوق الحد، حيث يتواجد مركز التعذيب "حوش غوتيي" وسط حدائق الكروم، فالمركز كان في البداية، مكانا لتخميير العنب وصنع الخمر، لكنه سرعان ما حول إلى مركز للتعذيب، مارس فيه المستدمر كل أشكال التعذيب بالكهرباء والماء والحرق، وتضمن الفيلم أيضا شهادات حية لمجاهدين كانوا ضحايا التعذيب الوحشي، بالمركز الذي بقى شاهدا على أحد فصول التواجد الاستعمار الفرنسي بالجزائر.
كانت "المساء"، أول وسيلة إعلامية تزور مركز التعذيب "حوش غوتيي" سنة 2014، ونقلت فظائع ووحشية التعذيب مع شهادات حية، عن ذاكرة المكان لمجاهدين حكوا كيف كان يكدس بالحجرة الواحدة للمركز، قرابة 20 شخصا من الجنسين، يجبرون على الوقوف لساعات طوال وأحيانا لأيام متتالية.. دون مأكل أو مشرب، كما كانت ترمى مياه الصرف، وأحيانا يغلق المنفذ الوحيد للتهوية بالغرفة المتواجد على السطح، ليزيد من فظاعة الموقف.. وحينما يريد المستدمر استنطاق أحدهم، كان يجر من نافذة حديدية توجد عند الأقدام، عرضها بضعة سنتيمترات..
مركز "حوش غوتيي" للتعذيب والاستنطاق، يعتبر واحدا من أهم المعالم التاريخية بولاية بومرداس، وتعمل السلطات اليوم على ترحيل العائلات التي تقطن به، ثم تحويله إلى معلم تاريخي يحفظ الذاكرة الوطنية للأجيال..