في ذكرى رحيل فراشة الربيع صافية كتو
ضيف الله يستذكر صاحبة ”صديقتي القيتارة”

- 805

احتفت جمعية صافية كتو بالذكرى 31 لرحيل صاحبة كتابي ”الكوكب البنفسجي” و"صديقتي القيتارة”. وفي هذا السياق، كتب رئيس الجمعية الكاتب والأستاذ الجامعي عبد القادر ضيف الله في صفحته على فايسبوك، أن صافية رحلت ذات مساء بارد برودة مدن الإسمنت من يوم 29 جانفي من سنة 1989 بالعاصمة. وأضاف أن ”زهرة اللوتس رحلت وفي صدرها صوت الأنثى المخنوق، الذي خرج من ظلام تاريخ بائس، سيطرت عليه أعراف الذكورة قرونا من الزمن في مدينة جنوبية صغيرة سماها الأولون عين صافية، فأخذت صافية كتو اسمها، قبل أن تتحول إلى العين الصفراء المسكونة بالخيبات”.
وكتب: ”من هناك رفعت صافية كتو تحديها مثل طائر العنقاء، لتخرج من رماد الغياب صوب عالم فسيح أكثر من مدينتها الصغيرة، لتمارس الكتابة في وكالة الأنباء الجزائرية بعدما تركت مهنة التعليم، لتمتهن الصحافة من جهة، ومن جهة أخرى مهنة الكتابة، متعدية على أهم حصن من حصون الرجل، ومعبّرة عن حنين طفولة، جسدته في أغلب قصائدها الشعرية التي جاءت في مجموعة ”صديقتي القيتارة” مثلما جاءت في متتاليتها القصصية ”الكوكب البنفسجي”، اللتين صدرتا تباعا عن دار أنطوان نعمان عام 1979 بكندا.
واستطرد الكاتب: ”ولأن صافية كتو منحتنا في عمرها القصير الأمل في أن نكتب في مدن البؤس رغم كل شيء، مثلما منحت وطنها عبر صوتها الشعري والقصصي نصوصا إنسانية، صورت العالم في أكثر لحظاته قهرا عبر تيمة الحرية في ذاك الوقت الذي كانت لاتزال فيه المرأة تعاني مثلما كانت تعاني أوطان العالم الثالث، من تهميش، ومن آثار لحقب الدمار والاستعمار الذي طالها في تاريخ أزمنتها”. وأكد أن صافية كتو كانت امرأة بهاجس متقد، تكتب عن الأمل، باحثة عن الحرية في كل شيء حتى وهي ترسم مصيرها بتلك الطريقة التراجيدية على جسر من جسور وطنها المسكون بالقهر.
كما رسمت مصير العالم حينما تستحوذ عليه قوى الشر؛ سواء عبر الحكي في متتاليتها القصصية ”الكوكب البنفسجي”، أو عبر قصائد إنسانية في ديوانها ”صديقتي القيتارة”. كما سجلت صافية كتو حضورها رغم كل صعوبات الحياة، التي ظلت ترتهن لثقافة تتوّج الذكورة، وتتعالى على الأنثى في مجتمعاتنا العربية، ولاتزال. واختتم ضيف الله هذه اللفتة الطيبة إلى الشاعرة الراحلة كاتبا: ”لهذا صافية كتو آمنت بالكلمة صوتا، وبالكتابة سلاحا، وبالحرية هاجسا، فعلّمتنا أن نؤمن بها إلى حد الموت منذ أن قررت التمرد والموت بطريقة فرشات الربيع والبنفسج”.