كريمة عباد تقدم «الإعلام الأمني» بـ»ميديا بوك»:

ضرورة إعادة النظر في العلاقة بين الشرطة والإعلام

ضرورة إعادة النظر في العلاقة  بين الشرطة والإعلام
  • 772
❊ لطيفة داريب ❊ لطيفة داريب

لم تنف الصحفية والكاتبة كريمة عباد، تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على جلب المعلومة بالنسبة للصحفي، لكنها طالبت وأكّدت ضرورة التحري من المصدر، وهذا في المحاضرة التي ألقتها أوّل أمس بمكتبة «ميديا بوك» التابعة للمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، حول كتابها «الإعلام الأمني».

قدمت الصحفية كريمة عباد، حوصلة عن كتابها «الإعلام الأمني» فقالت إنها حوّلت رسالة الدكتوراه خاصتها إلى كتاب، نظرا لشحّ المكتبات من هذه النوعية من الكتب، مشيرة إلى ضم كتابها لثلاثة فصول نظرية وفصل تطبيقي، وأضافت أنّ الكتاب هذا هو أيضا نتيجة عصارة عملها الميداني الذي وصل إلى 27سنة خدمة في مؤسسة التلفزيون الجزائري، وبالضبط في انجاز تحقيقات ميدانية حول نشاطات مؤسسة الشرطة الجزائرية، كما يعتبر أيضا محاولة لإرساء دعائم للإعلام الأمني.

وتناولت عباد في الفصل الأوّل للكتاب، مفهوم الإعلام الأمني المتعدّد، فمثلا مفهومه عند حدوث أزمة مختلفة عن الحالات العادية، كما أنّه يتأثّر بالعديد من العوامل مثل مكافحة الجريمة والاتصال والشق الاجتماعي وغيره، مشيرة إلى وجود إعلام أمني يسوق منتوجه، مثل مؤسّسة الجيش التي تصدر مجلة «الجيش»، في حين هناك إعلام أمني تقوم به وسائل إعلام مختلفة لصالح المؤسسة الأمنية. ومن ثم تطرقت الكاتبة إلى تنوع الإعلام الأمني، من ضبطي وتثقيف وغيره.

أما الفصل الثاني، فذكرت فيه عباد، المعايير المهنية التي يجب أن يتحلى بها الصحفي، وكيفية تحرير المواضيع الخاصة بهذا الشق من الإعلام، مطالبة الصحفي بضرورة تحري المعلومة والتأكد من مصدرها، علاوة على غربلة المعلومات وتحليل النماذج.

وعن التأكد من مصدر المعلومة، قالت المحاضرة إنّه على الصحفي التحري من ثلاثة مصادر على الأقل، خاصة عندما يتعلّق الأمر بالمعلومة الأمنية التي يمكن أن تمسّ بسرية التحقيقات، إضافة إلى عدم التسرّع في جلب المعلومة بغرض تحقيق «سكوب»، والاعتذار في حالة ارتكاب خطأ.

كما أشارت المتحدثة إلى أهمية أن يدرك الصحفي الذي اختار الإعلام الأمني، سبب انتقائه لهذا التخصص، هل ذلك راجع إلى قناعته، أم بغرض التوعية؟ وهل يبتغي من وراء ذلك الإثارة وكسب المزيد من المتتبعين لمقالاته أو لبرامجه التلفزيونية؟. مضيفة أن هناك من الصحفيين من يهتمون بتوعية المشاهد حول خطر الجريمة مثلا، في حين هناك من يهتم بالإثارة فقط، ودعت عباد إلى ضرورة تحصن الصحفي بالتجربة الميدانية، والاهتمام بالمتلقي الذي أصبح مختلفا، إذ أصبح يضم المواطن الرقمي الذي يصنع المعلومة بدوره. بالمقابل تناولت الكاتبة أيضا في مؤلفها هذا، ضرورة إرساء منهجية منطقية تفرض على الصحفي عدم استعمال أي استمالات، مثلا أن يتقيد الصحفي بمذهب معين أو يناصر جهة معينة على حساب طرف آخر، أو تعظيم شخص ما، أو القيام بحذف اختياري، أو حتى تقديم رأي على أنه واقع وهو غير كذلك.

وتطرقت الإعلامية أيضا إلى منظومة الشرطة وتاريخها وتفاعلها مع الإعلام، في حين خصصت الفصل الرابع، للجانب التطبيقي المتعلق بالمؤسسة الشرطية، عكس الفصول الثلاثة الأولى التي شملت الإعلام الأمني بصفة عامة.

وتوقفت كريمة عباد عند هذه النقطة، واستنتجت أنها خدمت دعاية الشرطة الجزائرية، وهو ما اعتبرته أمرا عاديا، فلا يمكن الحكم على جهاز بالكامل بفعل خطأ شخص واحد مثلا. كما أنها لاحظت أن الشكل الجمالي للتحقيقات التي قامت بها لأجل هذه المؤسسة، صاحب عمق المضمون أيضا، مذكرة بصعوبة التقيد بالموضوعية في الإعلام الأمني وكذا الوصول إلى المعلومة التي قد يتمسك بها المسؤول في هذه المؤسسة ولا يقدمها للصحفي بفعل أوامر فوقية، لتطالب بإعادة النظر في العلاقة بين الشرطة والإعلام.