"ندوة تيك" تفتح النقاش حول واقع السينما الجزائرية

صُناع أفلام يتحدثون عن بعض التحديات والآمال

صُناع أفلام يتحدثون عن بعض التحديات والآمال
  • 184
دليلة مالك دليلة مالك

شهدت قاعة "سينماتيك" الجزائر العاصمة، أول أمس، انطلاق أولى فعاليات ندوة "تيك"، التي احتضنها المركز الجزائري للسينما، بمشاركة المخرجين الطيب تهامي وهاجر سباطة، في لقاء نشطه الروائي والصحفي عمار بورويس، وركزوا على أبرز انشغالات القطاع السينمائي، وواقع الإنتاج في الجزائر.

استُهلت الندوة بكلمة لعمار بورويس، شدد فيها على أهمية هذه المبادرات التي تتيح للسينمائيين مجال التحاور، مناقشة التحديات، وتقديم مقترحات عملية للجهات الوصية. واعتبر الندوة خطوة نحو تعزيز العمل الجماعي داخل الوسط السينمائي.

تحدثت المخرجة والمنتجة هاجر سباطة، عن مسيرتها التي تمتد لأكثر من 25 سنة في مجال السمعي البصري، بداية من عملها مع المخرج جعفر قاسم، في عدد من الأعمال الدرامية والكوميدية، مرورا بتجربتها كمساعدة مخرج ومنتجة في عدة مشاريع سينمائية، إضافة إلى خبراتها في تنسيق المهرجانات وبرمجة الأفلام.

واعتبرت أن هذه التجربة الطويلة أثمرت أخيرا، أول فيلم سينمائي من إخراجها، بعنوان "الطيارة الصفرا" (42 دقيقة، إنتاج 2024)، والذي حاز على أربع جوائز. لكنها نبهت إلى الصعوبات التي واجهتها، خصوصا ضعف التمويل، ودعت إلى تسهيلات أكبر، خاصة من طرف القطاع الخاص، كما انتقدت تقصير المركز الجزائري لتطوير السينما في الترويج للأعمال المنتجة، ما دفعها إلى تحمل أعباء الترويج ذاتيا. وأكدت سباطة على أهمية الاعتزاز بالسينما الثورية الجزائرية، لكنها شددت على ضرورة الارتقاء بها إلى مستوى المعايير الدولية، كي تضمن للأفلام الجزائرية مكانة في المهرجانات العالمية.

من جهته، استعرض المخرج والمنتج الطيب تهامي، تجربته في إخراج فيلمه الأخير "الساقية" (70 دقيقة، إنتاج 2024)، الذي يعد أول فيلم تحريك ثلاثي الأبعاد جزائري. وأشار إلى أن المشروع كاد أن يتوقف، لولا دعم وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، بعد أن عانى من ضعف تمويل وزارة الثقافة والفنون.

وأوضح تهامي، أن الفيلم أُنجز بطاقم تقني جزائري خالص، باستخدام تكنولوجيات متطورة، وقد توج بجائزة في مهرجان سينمائي في تونس، ويستعد للمشاركة في مهرجان البحر الأبيض المتوسط بالإسكندرية.

وعاد المخرج للحديث عن واقع السينما في الجزائر، معتبرا أن البلاد فقدت صناعتها السينمائية منذ الثمانينات، واكتفت بإنتاج أفلام دون استراتيجية صناعية واضحة، لكنه أعرب عن تفاؤله بمستقبل القطاع، في ضوء ما تم الإعلان عنه خلال الجلسات الوطنية للسينما، التي نُظمت مطلع هذا العام.

للتذكير، تُعد ندوة "تيك" مبادرة لتعزيز الحوار بين صناع السينما الجزائرية، وطرح رؤى جديدة لإعادة بعث الصناعة السينمائية، التي لا تزال تواجه تحديات التمويل، التوزيع والترويج. وهي فرصة لبناء جسر بين التجارب الإبداعية الفردية والطموح الجماعي نحو سينما جزائرية ذات حضور دولي قوي، ومضمون فني وتقني محترف.

يُنظم هذا النشاط الثقافي الجديد بشكل نصف شهري، ابتداء من جويلية 2025، ويهدف إلى تسليط الضوء على المستجدات في الساحة السينمائية الوطنية. ويُعد منصة حوارية مفتوحة، تجمع بين المهنيين والمهتمين بعالم السينما، من مخرجين، كتاب، سيناريست ومنتجين، لمناقشة واقع السينما الجزائرية، التحديات التي تواجهها، وسبل تطويرها.

وأكدت إدارة "السينماتيك"، أن "ندوة تيك" تأتي ضمن الجهود الرامية إلى تنشيط الحراك الثقافي والسينمائي في الجزائر، وخلق فضاء للتبادل والنقاش الجاد حول آفاق الصناعة السينمائية الوطنية، بما يعزز دور السينما في التعبير عن تطلعات المجتمع الجزائري.