جميلة مصطفى الزقاي تقدم مؤلفها الجديد
"صونيا عنقاء المسرح الجزائري.. نضال وتحد"

- 949

قدمت الباحثة والدكتورة جميلة مصطفى الزقاي، أول أمس، في الصالون الدولي 24 للكتاب بالجزائر، مؤلفا قيما سيعزز المشهد المسرحي في جانبه النقدي، عنوانه "صونيا عنقاء المسرح الجزائري.. نضال وتحد" عن دار نشر "الوطن اليوم"، وهو عمل نقدي بامتياز، فكرته بدأت بمشروع كتابة سيرة ذاتية، ثم امتد لتقديم نقد أعمالها التي أخرجتها صونيا، ولم يخض في مسارها كممثلة.
في جلسة بيع بالإهداء، تحدثت الأستاذة الزقاي لـ«المساء" عن العمل، وقالت إن الاشتغال على شخصية صونيا بالذات لم يكن سهلا، أولا لأن صونيا لم تكن مستساغة لكل الصحفيين وكانت ترفض اللقاءات الصحفية، كانت تقول "أنا أكتب فوق الخشبة ويكفيني ذلك، ولا أحتاج أن يكتبوا عني". احتاجت الزقاي لتدخل حتى تقترب منها، ولما اشتغلت على دراسة عنها من خلال مسرحيتها "ثورة بلحرش"، تؤكد أنها متشبثة بما قالته وقتها، إنها من أهم الأعمال التي أخرجتها صونيا، "حقيقة هو إخراج جيد بكل المقاييس التي يحبذها المسرح الجزائري".
تابعت المتحدثة تروي أصل فكرة الكتاب، وقالت "كوني من سيدات المسرح العربي في الإمارات (مهرجان المسرح العربي)، طلبوا مني اختيار فنانة والكتابة عنها في شكل سيرة ذاتية، ومن ثمة يتم تكريمها، واخترت صونيا، وكان هذا الاختيار مثمنا مباركا، ثم شرعت في الكتابة وأنهيتها، غير أن الزميلات لم يكتبن، لهذا السبب تراجعت الهيئة العربية للمسرح عن النشر، وأخبرت صونيا بالأمر، فردت عليها واصلي جميلة؛ سننشره نحن، ثم فكرت في إدراج فصل ثان بعد الفصل الأول الخاص بسيرتها الذاتية، وفصل آخر حول الأعمال التي أخرجتها في صورة دراسات نقدية".
الجدير بالذكر أنه في عام 2012، بدأت الكتابة عن صونيا، وفي 2013 كانت تقريبا منتهية، ثم قررت أن تقدمه كتابا كاملا، وأفادت جميلة مصطفى الزقاي أنها لم تكتب عن صونيا الممثلة لأنها لم تحضر لها أعمالا ولم تعشها، قالت "أردت أن أنفض الغبار عن الأعمال التي كنت حاضرة في إنتاجها، على غرار "امرأة من ورق" الذي اقتبسه مراد سنوسي عن رواية "السراب" للروائي واسيني الأعرج، كتبت عن الاقتباس والعرض المسرحي، حيث شاهدناها في قطر ضمن مشاركة الجزائر في مهرجان المسرح العربي، ولما كنت أتأهب لنشر الكتاب، وافت صونيا المنية في ماي 2018 عن عمر 63 سنة، لأضيف تعازي وشهادات الفنانين عن صونيا وتأبينها".
كشفت المتحدثة عن أن الكتاب عمل نقدي موضوعي لا جدل في ذلك ولا نفاق، وكما قال طه حسين ومحمد منظور "بوابة النقد انطباعية"، لكن الزقاي لم تلتزم بمنهج معين، إنما قدمت فسيفساء نقدية، وكل عرض يفرض جانبا معينا وإجراءات معينة في مقاربته، وأنهت آخر عرض الذي كان "الجميلات"، وبالمناسبة، أفضت أن هناك من قرأ الدراسة، وقال إنها كانت قاسية جدا، لكن المسرحية كانت ضعيفة من ناحية الإخراج.
عن أفكار أخرى لمؤلفات عن المسرحيين الجزائريين، أكدت أنها لا تخفي سرا أن صونيا هي بداية الكتابة حول الشخصيات المسرحية الجزائرية، وتنوي الزقاي المواصلة على شكل سلسلة، بعد صونيا ستمر لشخصية الراحلة كلثوم، وهو تقريبا جاهز، وأردفت "أردت أن أشتغل مع نورية، لكن واجهت مشاكل مع ابنتها التي رفضت الفكرة، وبعض المثبطات التي جعلتها تتراجع عن الفكرة، وهناك سيدة كبيرة للمسرح من مدينة بلعباس، وهي الوحيدة التي وجدت لها مجموعة من المقالات عنها، يتعلق الأمر بفضيلة عسوس، وأحاول قدر المستطاع أن أنهي هذه الأعمال".
أفضت الباحثة أنه قبل كل شيء، يحز في نفسها الكتابة عن الراحل عز الدين مجوبي، بعد أن أصدرت كتابها الأول عن صونيا، ولديها الآن ثلاث مقالات عنه، غير أن ما يعيق عملها، وهو مشكل النقاد، على حد قولها، أنه لا نجد السند الإلكتروني لأعمالهم المسرحية أو أقراص مضغوطة، فمثلا مسرحية "لغة الأمهات"، الراحلة صونيا هي التي أعطتها لها في قرص.
تختم جميلة مصطفى الزقاي بالقول، إن هذا الكتاب كله مواقف إنسانية، بداية من الإهداء إلى ابنتها وحفيدتها، إلى الغلاف الذي يضم تأبين صديقة صونيا، وهي ثريا جبران وزيرة الثقافة المغربية السابقة.