احتفى المهرجان الوطني للإنتاج المسرحي النسائي، أول أمس، بالفنانة الراحلة صونيا، بالمسرح الجهوي "عز الدين مجوبي" في عنابة، ضمن ندوة نشطتها الدكتورة جميلة زقاي، التي بدأت بشهادتها لمقولة الراحلة "أعطاني المسرح الحرية وأعطيته حياتي"، التي لخصت بها مسارها النضالي والفني وعلاقتها المتفردة بالمسرح، فقد منحته كل عمرها، ومنحها شخصيتها المسرحية والفنية والإنسانية السامية.

قدمت الدكتورة جيلة مصطفى الزقاي، محاضرة في صالون المسرح حول كتابها "صونيا عنقاء المسرح الجزائري" نضال وتحد، بينما أثرى النقاش صديقات وأصدقاء الفنانة الراحلة، الذين أجمعوا على أهمية توثيق سيرتها ومسارها الإبداعي والمهني المشرف، إلى جانب أهمية توثيق سيرة كل الفنانين الكبار الذين عاصرتهم الراحلة.

غاصت الدكتورة زقاي عميقا في سيرة صونيا لرصد أهم محطاتها، حسب روايتها الشخصية، فأعطت صورة مقربة عن صونيا الإنسانة الطيبة المعطاءة، القارئة النهمة المجتهدة في صقل وتنمية معارفها على امتداد سنوات عمرها الخمسة والستين، وهي أيضا المخرجة المنقبة عن أجود النصوص.

لقد كانت صونيا حاضرة في كل ذكرى، وفي كل قصة على لسان رفيقاتها، من مثيلات عايدة كشود، فتيحة سلطان، فضيلة حشماوي، نادية طالبي، ليديا لعريني، ليندا سلام وأخريات، فهي ليست فقط الفنانة المبدعة، الممثلة المتمكنة والمخرجة العارفة بشؤون مهنتها.

تحدث صديقها ورفيق دربها الممثل عبد الحميد رابية، في كثير من المحطات، سافر بالحضور بعيدا في حياة صونيا، وعدد كل محطات نشأتها ودراستها وعملها ونجاحها وشهرتها وتميزها، إلى جانب إشادة من الكاتب بوزيان عاشور والممثلان رضا تخريست ونبيل رحماني، بإنسانيتها ومرونتها في التعامل مع زملائها الفنانين، فهي مخرجة ومعلمة لا تبخل بشيء على الفنان الذي يتعامل معها، وتعاملت بحب كبير مع كل من حولها.