حرف وموسيقى التراث بقصر "مصطفى باشا" احتفالا بالقصبة

صور ونحاسيات وديكور في حضرة موسيقية أندلسية

صور ونحاسيات وديكور في حضرة موسيقية أندلسية
  • 585
مريم . ن مريم . ن

نظّم المتحف العمومي الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط، بالتعاون مع المنظمة الوطنية للعمل السياحي بمكتب العاصمة، أوّل أمس، احتفالية خاصة باليوم الوطني للقصبة تضمّن برنامجا ثريا نشّطه الحرفيون والفنانون، ولاقى إقبالا كبيرا من الجمهور.

جاءت هذه الاحتفالية، حسب المنظمين، من أجل المحافظة على التراث الثقافي الجزائري والترويج له، وقد أقيم معرضا فنيا لمجموعة من الحرفيين والفنانين وورشات بيداغوجية لفن الخط والزخرفة تستمر إلى غاية2 مارس .2024

بالمناسبة، أشار السيد بوعلام بلشهب رئيس دائرة التراث بالمتحف العمومي الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط خلال حديثه لـ"المساء" إلى أنّ هذه الفعالية تقام في اليوم الوطني للقصبة، بحضور بعض الجمعيات الثقافية والحرفيين مع عرض بعض الأعمال والقطع التي تعكس تراث القصبة العتيق، مضيفا أنّ المتحف يشهد إقبالا كبيرا من الزوار على امتداد أيام السنة، وقد سجل في يوم واحد دخول ألف زائر، وغالبا ما يكون الاقبال من المواطنين العاديين ومن تلاميذ المدارس ومن ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر ومن السواح الأجانب، مؤكدا أن القصور التي تلقى الاقبال هي تلك الموجودة بالقصبة السفلى.

أقيمت في الأروقة السفلى للقصر (السحاين) الكثير من الأجنحة منها الخاصة بالحلويات وأخرى للصور الفوتوغرافية القديمة بالأبيض والأسود خاصة بالقصبة تبرز فيها يوميات السكان وبعض المعالم المعمارية كالمقاهي الشعبية مثلا وكذا الدروب والأسطح وغيرها. التقت "المساء" بالحرفية راضية صحوان التي كان جناحها الأكثر إقبالا من الجمهور، وقد باعت الكثير من القطع، وأكدت في حديثها أنّها كانت دوما عاشقة للتراث الجزائري، خاصة ما تعلّق منه بالنحاس لذلك كانت دوما تبحث عن القطع القديمة، خاصة تلك التي كانت موجودة بالجزائر القديمة ثم تشتريها وتعيد ترميمها أو رسكلتها لعرضها أو لبيعها، وتقول إنّ إعادة استعمالها في يومياتنا سواء في الطبخ أو التقديم أو الديكور هو نوع من تثمينها، وبالتالي المحافظة على التراث الوطني بشكل ملموس. من المعروضات "طاسات الحمام" بكلّ الأحجام، وفيها قالت إنّ الأصلية يكون نقشها الخارجي مقبب ونجد فيها غالبا رسم الزهور، وكذلك "طاسات الحناء" وهي تشبه دلوا من الحجم الصغير تستعملها المرأة لطلي الحناء في الحمام الشعبي، كما تلقى "الفوارات" النحاسية المخصّصة للفواكه إقبالا منقطع النظير، وكذلك أباريق الشاي وغيرها من أدوات التراث القديم، مشيرة إلى صينية كبيرة (السني) معروضة أدهشت سيدة ألمانية فقررت شراءها وهذا ما يعكس –حسبها- رقي تراثنا، كما عرضت إقالبا كبيرا منقوشا يشبه المزهرية قالت إنه وغيره كان تذكارا للشهداء الذين قتلهم الاستعمار خاصة فيمن نفذ فيهم حكم الاعدام.

قالت "أشتري قطعا قديمة ثم أعيد رسكلتها سواء بالطريقة التقليدية أي مسحها بالليمون والملح، كما كانت تفعل الجدات أو من خلال التلميع وعمليات أخرى مستعملة، كما أن هناك تخفيضات جد مهمة مقارنة بما يباع في دكاكين القصبة"، وهنا أشارت إلى أن لها دكان بالقصبة لكنها لم تعد تتردد عليه كثيرا منذ انتشار كورونا والتفتت للبيع عن طريق الانترنت وهي حسبها عملية مريحة ومربحة وستواصل بذلك مشوارها في الميدان الذي انطلقت فيه منذ 14 سنة.  نشطت هذه الاحتفالية أيضا الجمعية الفنية الموسيقية الأندلسية "الفن والأدب" التي صنعت أجواء من الفرح والزهو تعالت معها الزغاريد ورقصت على أنغامها الحاضرات، وبالمناسبة صرح قائد الجوق ومنسق الجمعية ياسين خطابات لـ"المساء" أن الجمعية تأسست سنة 1962 ولها مسار حافل ومعروفة عبر كامل التراب الوطني، وقد تم خلال هذه الظهيرة تقديم برنامج موسيقي متمثل في مشموم من الانقلابات في طبع الموال في رمل ماية والزيدان، ثم مشموم الانقلابات في السيكا والمزموم، ثم وصلة عاصمية خفيفة تناسب توافد العائلات.

عن نشاط الجمعية التي يوجد مقرها بدائرة بلوزداد (بالضبط بحي رويسو) قال إنّها تشهد توافد الطلبة من كلّ الأعمار ابتداء من طور الابتدائي، وهي تسعى منذ زمن المؤسسين كمحمد فخارجي وبن شومان إلى المحافظة على هذا التراث كي لا يتم نهبه من الغير، كما أن الجمعية تنشط في عدة مناسبات فنية وثقافية وقال "هذه الموسيقى تلائم مثل هذه المواقع التاريخية فالعزف فيها شيء مختلف"، وبعد اختتام الوصلة الأندلسية اتجه بعض الموسيقيين إلى إحدى غرف القصر المفروشة بالزرابي والمؤثثة بديكور عاصمي خالص لأداء وصلة غنائية استهلت برائعة "القهوة واللاتاي" للراحل العنقى.