صالحي يتوَّج في أربع مجموعات عالمية 

صورة بقلب شاعر

صورة بقلب شاعر
الفنان المبدع والمصوّر المميز عيسى صالحي
  • 664
مريم. ن مريم. ن

نال الفنان المبدع والمصوّر المميز عيسى صالحي، مؤخرا، المرتبة الأولى في أربع مجموعات عالمية، على لقطة فنية عبقرية، اقتنص فيها صورة الفارس بن شريف زين الدين بن رشيد بن الحسين من قرية أم الشمل ببلدية الحوامد بولاية المسيلة، ليظل هذا الفنان حافظ ذاكرة بوسعادة وما جاورها، تعكس تاريخها وعراقتها وتقاليدها التي عبرت الحدود.

من ضمن المجموعات التي تُوج فيها هذا المصور المحترف، مجموعة "أراب بيكس" و"فوتوغرافي لوفرس" و"جيغا بيكسال"؛ فالصورة بالنسبة له ليست مجرد التقاط أو مجرد كبسة زر وإضاءة خاطفة، بل تتطلب منه أن يكون حاضرا كليا بقلبه وذهنه، متقد الحواس والإحساس، مستحضرا كل ما تعلمه، وما تعنيه له الأماكن روحيا ووجدانيا. إنها صورة حكاية، ورواية، وقصيدة تشرح بكلمات وكلمات، بالألوان، بالظلال، وانعكاسات الضوء على الوجوه وعلى الأشياء، وزوايا الالتقاط، مع تلك اللمسات الفنية المضافة، لتبعث في الصورة الحياة، هذه الحياة التي تجعل الجمهور يندهش وينبهر، وكلها قناعات وخطى يلتزم بها هذا الفنان، ويكررها دوما. ويظل صالحي ابنا بارا لأمه بوسعادة، وللحواري القديمة، وللوجوه المثقلة بالسنوات.. للتفاصيل التي لا ينتبه لجمالها ومعانيها الناس، ليبقى وحده المكتشف والمثمن، ليعيد للرتابة الروح، ويقبض بالصورة على ما يمكن أن يضيع. وباختصار، هذا الفنان يمارس محبته لبوسعادة بدون أن يدعي امتلاكها، يجتهد هنا وهناك ليزيدها سمعة فوق سمعة، ويجعلها، بحق، عاصمة الصورة والفن التشكيلي. وما يقوم به هو توثيق للذاكرة العمرانية لمدينته، وهو جهد لا مثيل له. يراه الناس بكاميرته بين أزقتها وتقاطعاتها، يقتنص الفرص، ويختار الزوايا بدقة جمالية لا يتقنها إلا فنان محترف، لتكون الصورة يوما ما أرشيفا للمدينة.

كل أعمال هذا المصور أعادها الفنانون التشكيليون عندنا، وأقاموا لها المعارض المزدحمة بالروائع التي لا تقل إبداعا عن أعمال الفنانين المستشرقين. ومن هؤلاء كان الفنان عبد الهادي طالبي من وهران، وسفيان داي من العاصمة، الذي قدّم في إحدى المرات معرضا بقصر الثقافة بعنوان "المرأة البوسعادية"، وظف فيه صور عيسى صالحي، وكذلك الأمر مع مختار نور الدين من الأغواط، وطه بن عمر من ورقلة، وغيرهم كثيرون من الفنانين التشكيليين. وأنجز عيسى صالحي أغلفة بعض الروايات، كان آخرها رواية "الصوشي ورهواجة" عن دار "خيال". كما كتب عنه ابن مدينته الدكتور نور الدين السد، الذي أشار إلى أن الفروسية من قيمنا الجزائرية النبيلة؛ "فهذه صورة الفارس زين الدين بن شريف بن رشيد بن الحسين من قرية أم الشمل ببلدية الحوامد ولاية المسيلة، التُقطت في معروف- سيدي مرات الولي الصالح رحمه الله، دفين وادي الشعير ببلدية محمد بوضياف حاليا". وكلمة "المعروف" دارجة في مناطق كثيرة في الجزائر، وهو حفل ديني، تقام فيه الولائم بتكافل وتضامن، ومشاركة جمع من سكان المنطقة، يعقدون النية على أن ما يقدمونه من مال ومؤونة وإطعام وولائم وإكراميات للضيوف، صدقة لوجه الله تعالى.