الكاتب الإيطالي ريكاردو نيكولاي لـ"المساء":
شريطي المرسوم عن علي بتشين امتداد لشغفي بشخصية استثنائية
- 173
لطيفة داريب
قال الكاتب والمكتبي الإيطالي ريكاردو نيكولاي لـ"المساء" إنه بعد مرور عشر سنوات من صدور روايته الموسومة ب"علي بتشين" باللغة الإيطالية وترجمتها إلى اللغتين العربية والفرنسية، ها هي اليوم تتزود برسومات لفيرونيكا بالماجياني في شريط مرسوم صدر مؤخرا بإيطاليا.
انبهر الكاتب ريكاردو نيكولاي بقصة الأميرال البحري من أصل إيطالي.. علي بتشين الذي اعتنق الإسلام وخاض أهوال البحار وأصبح قائدا للأسطول البحري الجزائري، فكتب عنه رواية، ذكر فيها تفاصيل مسيرة علي ابن قرية ميرتيتو بمحافظة ماسا في إيطاليا. الذي اختطف طفلا وجُلب الى الجزائر في أواخر القرن السادس عشر، ليتحول بعدها الى أميرال بحري عظيم.
ريكاردو قال لـ"المساء" إن قصة بتشين لم تنته بعد، فقبل أن يصدر شريطا مرسوما عن روايته بالاستعانة برسومات فيرونيكا بالماجياني، تم انتاج مسرحية حول عمل ريكاردو، من قبل المخرج ألبرتو نيكولاي، وعُرضت المسرحية في ماسا في عام 2017 وفي الجزائر مرتين، في عامي 2018 و2022.
وأضاف أنه في عام 2021، قامت الثانوية الفنية "فيليس بالما" في ماسا الإيطالية بالتعاون مع مختبر النحت "موستي لفن النحت" في نفس المنطقة، بتصميم تمثال من الرخام أهدوه إلى مدينة الجزائر للاحتفال بمرور 400 عام على بناء المسجد الذي بناه علي بتشين هدية زفاف لخطيبته.
وقد ساهمت هذه اللفتة الطيبة، في تأسيس تبادل دبلوماسي مثمر بين الجزائر وإيطاليا، حيث تمت دعوة ريكاردو نيكولاي عدة مرات من قبل السفارة الجزائرية في روما، والسفارة الإيطالية في الجزائر، والقصر الرئاسي في الجزائر. وفي ماي 2022، دعاه الرئيس ماتاريلا إلى مأدبة غداء رسمية في قصر كويرينال، بمناسبة زيارة الرئيس الجزائري السيد عبد المجيد تبون. كما استضيف مؤخرا من طرف سفير الجزائر بايطاليا السيد محمد خليفي بمناسبة الاحتفاء الذكرى الحادية والسبعون لاندلاع حرب التحرير الوطني الجزائرية.
وصرح نيكولاي لـ"المساء" قائلا: "شعرت بضرورة إنجاز شريط مرسوم حول علي بتشين حتى أتمكن من توصيل رسالتي إلى أوسع جمهور ممكن. من أجل هذا العمل، استشرت فيرونيكا التي تبنّت الفكرة بحماس كبير واحترافية عالية، علما أنها من مدينة ماسا . تحصلت على شهادة في تاريخ الفنون المسرحية من أكاديمية الفنون الجميلة في كارارا، وهي رسامة الأشرطة المصورة الكوميدية".
للإشارة، سبق لريكاردو نيكولاي في حديث سابق ل"المساء" أن قص عليها اهتمامه بعلي بتشين، حيث قال إنه ولد ويعيش في نفس القرية التي عرف فيها بتشين النور وإنه منذ اللحظة التي وجد فيها رسالة له محفوظة في ولاية ماسا (عبارة عن رد على رسالة سابقة كتبها الأمير ألبيريكو مالاسبينا)، وكذا من خلال معرفته بـ"مأساته"، شعر بأنه قريب من أوجاعه، كما أثارت معرفته بقصته شعورا عميقا بالتضامن والشفقة في دواخله، إلى درجة تقمص حياته في هذه الرواية.
وكتب ريكاردو أيضا عن يوغرطة وفي هذا كان قد صرح لـ"المساء" أيضا: "ذات يوم، كنت في روما، تحديدا في السفارة الجزائرية. كانت السماء تمطر، فجأة اجتاحت عاصفة المكان، وهبت ريح مفاجئة. اقترب مني السيد السفير ودعاني للاستماع إلى صوت البَرَد، وأخبرني أنه صوت يوغرطة حينما كان محبوسا في سجن مامرتين بروما، وكان يصرخ قائلا (أيها الرومان! ما أبرد سجونكم!)..منذ تلك اللحظة أصبحت مهتما بالملك يوغرطة".
وصدر لريكاردو نيكولاي أيضا رواية مطلع السنة الجارية بعنوان: "أصوات فرنجية في الجزائر" والتي قال عنها ل"المساء" إنه تناول فيها لغة استثنائية أبدعها سكان البحر المتوسط؛ لحاجتهم في التواصل بينهم، كانت عاصمتها الجزائر العاصمة، اسمها فرنجية (فرانك) أو "صابر". تعرّف عليها عام 2014، حينما اكتشف قصة علي بتشين، الذي اختُطف صغيرا، وأصبح في كبره أميرال عظيما بالجزائر. حيث تساءل عن اللغة التي كان يتحدّث بها هذا الإيطالي في بلد غريب عنه ليقوم ببحوث حول الموضوع ويكتب عملا عن نتائج بحثه هذا.
ريكاردو نيكولاي كاتب ومكتبي إيطالي. درس الأدب الفرنسي بجامعة بيزا. وصدرت له أربع روايات، وهي "علي بتشين..من أجل حب أميرة"، و"علي بتشين.. حب وسحر البحر الأبيض المتوسط"، و"يوغرطة..الليلة الأخيرة في مامرتينو"، و"أصوات فرنجية في الجزائر العاصمة". وشريط مرسوم بعنوان: "علي بتشين".